الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يسع العالم السكوت عن الصدع بالحق وبيانه

السؤال

نعلم تبعية البلاد الإسلامية للغرب في سياساتها، فما موقف طلاب العلم والعلماء من ذلك؟ ومتى يسعهم السكوت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فموقف أهل العلم وطلبته من واقع الأمة عموما هو التعامل معه وفق الضوابط الشرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي في الإصلاح حسب المستطاع، وقد سبق بيان شيء من ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 161369، 36372، 17092، 26058، 128990.

ومنها يعرف أن سكوت أحد من أهل العلم عن بيان الحق لا يجوز، إلا لدفع مفسدة أعظم، أو مخافة مضرة محققة، قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ {آل عمران: 187}.

فإن لم يكن هناك عذر من ذلك، فلا يسعهم السكوت، قال السعدي: العلماء إذا لبسوا الحق بالباطل فلم يميزوا بينهما، بل أبقوا الأمر مبهما وكتموا الحق الذي يجب عليهم إظهاره، ترتب على ذلك من خفاء الحق وظهور الباطل ما ترتب، ولم يهتد العوام الذين يريدون الحق لمعرفته حتى يؤثروه، والمقصود من أهل العلم أن يظهروا للناس الحق ويعلنوا به ويميزوا الحق من الباطل، ويظهروا الخبيث من الطيب، والحلال والحرام، والعقائد الصحيحة من العقائد الفاسدة ليهتدي المهتدون ويرجع الضالون وتقوم الحجة على المعاندين. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 150339، ورقم: 32983.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني