الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له...عشر مرات

السؤال

ما حكم من أفتى وهو يظن صحة ما قاله؟ ولكن الأمر التبس عليه، كمن قال إن الأغاني بدون موسيقى لا بأس بها في نقاش عادي، لأنه يعلم أن الشعر غير الفاحش لا بأس به، ويظن أن الأمر واحد، وهل يجب عليه بعد معرفته أن يخبر من ناقشه أم لا؟ وهن يعلمن أنها فتاة عادية ليست عالمة، وما حكم من قال إن فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ـ من قالها عشر مرات ـ له عدل عشر رقاب أو عتق رقبة؟ وهل يجب علي أن أصلح كل الأخطاء غير المقصودة في الدين، لأنني كنت أجهل بعض الأحكام وكنت أظنه صحيحا؟ ومن فضل ربي أن هداني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكلام في دين الله دون علم من كبائر المحرمات، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}.

قال الحجاوي في نظم الكبائر:

وقول بلا علم على الله ربنا وسب لأصحاب النبي محمد.

فيجب على المسلم أن يتحرى في كلامه في دين الله، وأن يتجافى عن الخوض فيما لا علم له به، فإن من أفتى بغير علم يتحمل وزر كل ما يترتب على فتواه من مخالفة الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه. رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني.

وعلى الشخص إذا أخطأ في نقل حكم شرعي ثم تبين له الصواب أن يجلي ذلك لمن تلقى عنه، لئلا يبوء بإثمهم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 166885.

والأغاني المشتملة على الموسيقى ونحوها محرمة، كما دلت على ذلك النصوص، وإجماع العلماء، كما يحرم ما كان منه بقبيح الكلام، وكذا ما كان فيه اختلاط بين الرجال والنساء، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 5282.

وأما قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، فقد جاء فضلها في بعض الأحاديث أنها تعدل عتق عشر رقاب، وفي بعضها أنها تعدل عتق أربع رقاب، وفي بعضها أنها تعدل عتق رقبة واحدة، ففي حديث أبي أيوب مرفوعا: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل. أخرجه مسلم.

وأخرجه البخاري مختصرا بلفظ: كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل.

وأخرج الإمام أحمد في المسند عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح، كتب له بها مائة حسنة ومحي عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قال مثل ذلك حين يمسي، كان له مثل ذلك. وصححه الشيخ شعيب الأنؤوط في تحقيق المسند.

وعن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحط الله عنه بها عشر سيئات، ورفعه الله بها عشر درجات، وكن له كعشر رقاب، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن، فإن قال حين يمسي، فمثل ذلك. أخرجه الإمام أحمد، وصححه الشيخ شعيب الأنؤوط في تحقيق المسند.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني