الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموعظة اللينة أدعى للقبول

السؤال

بعض أهلي غير ملتزمين فهم يمارسون بعض الكبائر كالغيبة. وأنا أكثر من نصحهم بشكل كبير وأحيانا بشكل مزعج كالصراخ فيهم ولكن بنية النصح لهم. ولدي عدة أسئلة-أعتذر ولكن الضرورة-هي:-1-ماحكم الصراخ فيهم بنية النصح؟2-هل اذا تركت نصحهم أعتبر آثما؟3-هل يكفي السكوت عند سماع الغيبة مع نية تغيير المنكر بالقلب عملا بالحديث وكذا في كبيرة غير الغيبة؟4-أرجو إرسال بعض النصائح لي.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعلى الداعية أن يتصف بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم من الرفق واللين، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الرفق في الأمر كله.
وأخرج مسلم في صحيحه عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير.
وفي مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ومالا يعطي على ما سواه.
وقد أمر الله موسى وهارون عليهما السلام باللين في القول مع أعتى الطغاة وهو فرعون، فقال تعالى:اذْهَبْا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طـه:43-44].
فكيف إذا كان المنصوح مسلماً قريباً فضلاً عن أن يكون أباً أو أماً، فلا يجوز رفع الصوت عليهما مهما كانت المسوغات، وانظر الفتوى رقم:
16844 والفتوى رقم: 11167.
وأما ترك النصح، والسكوت على المنكرات فلا يجوز؛ إلا لمن خشي على نفسه أو عضو من أعضائه التلف بسبب النصح، فحينئذ يشرع له النصح بالقلب ويكفيه ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني