الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تكون داعية ناجحاً ومؤثراً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأرجو منكم مساعدتي في كيفية دعوة أخواتي وأخي الوحيد إلى الله إنهم أكبر مشكلة في حياتي فأنا متزوجة ولا أعيش معهم واثنتان من أخواتي متزوجتان والباقي الأربعة يعيشون مع أمي وأبي، المشكلة هي أنهم لا يصلون ولا يذكرون الله ويعيشون تقريبا كما يعيش الأوربيون ومع العلم فنحن نعيش في بلد أوربي كافرإنهم يلبسون ويتعاملون ويتصرفون مثل الكفار وجميعهن يأخذن من حواجبهم أي النمص وإني أراهن يفعلن ذلك أمامي ولكن لا أقدر أن اقول شيئاً لأنني أعلم أنهن سوف يتشاجرن معي ولن يسمعوا كلاميأرجو من الله ثم منكم أن تساعدونني وتعطوني نصائح في كيفية إنقاذهن من النار أرجو أن تعطوني الجواب قريبا فأنا ليس لي أحد أساله إلا الله ثم أنتم.والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا لنشكر للأخت السائلة غيرتها على الدين وحرصها على الخير والدعوة إليه، وشفقتها على أهلها، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
ونهدي إليها هذه التوجيهات لعلها تعينها على القيام بهذه المهمة العظيمة والتوجيهات هي:
أولاً: الإخلاص واحتساب الأجر في بذل النصح، لأن هذا يعينها على الصبر على أذاهم.
ثانياً: العلم النافع من الكتاب والسنة الذي يعينها على دفع الشبهات التي قد ترد منهم.
ثالثاً: أن تكون قدوة صالحة في سلوكها وأخلاقها، فلا ترد الإساءة بمثلها بل تعفو وتصفح، وتحسن إليهم وتظهر الشفقة عليهم.
رابعاً: استغلال الأحداث المؤثرة، وما أكثرها في الغرب، كحوادث الانتحار وغيرها، لأن ذلك قد يكون أبلغ في التأثير.
خامساً: عدم اليأس، وبعث الأمل في النفس، والتفاؤل بإمكان هدايتهم مع الإكثار من الدعاء لهم.
ولتعلم الأخت السائلة أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا لضرورة، كالدعوة إلى الله تعالى ونحو ذلك، والعيش بين الكفار أصل كل بلية، والهجرة من ديارهم إلى بلد إسلامي واجبة، ولتراجع الفتوى رقم:
10334.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني