الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التعبير عن غير المسلمين بلفظ الأخوة

السؤال

هناك شخص مسيحي كان يؤمن بالثالوث ـ والحمد لله ـ صار موحدا، لكنه لم يسلم بعد, وسؤالي هو: هل يجوز أن أقول له أخي؟ أم من المفروض أن يكون مسلما كي أقول له أخي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن المعلوم أن الدخول في الإسلام لا يكون إلا بالنطق بالشهادتين مع اعتقادهما، والكافر إذا لم ينطق بالشهادتين مع قدرته فإنه يعتبر كافرا، ولا يُحكم بإسلامه إلا إذا نطق الشهادة مع اعتقاده, قال النووي في شرح مسلم: وَاتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة مِنْ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاء وَالْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِن الَّذِي يُحْكَمُ بِأَنَّهُ مِنْ أَهْل الْقِبْلَة وَلَا يُخَلَّد فِي النَّار لَا يَكُون إِلَّا مَنْ اِعْتَقَدَ بِقَلْبِهِ دِينَ الْإِسْلَامِ اِعْتِقَادًا جَازِمًا خَالِيًا مِنْ الشُّكُوك، وَنَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ، فَإِنْ اِقْتَصَرَ عَلَى إِحْدَاهُمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْل الْقِبْلَة أَصْلًا إِلَّا إِذَا عَجَزَ عَنْ النُّطْق لِخَلَلٍ فِي لِسَانه، أَوْ لِعَدَمِ التَّمَكُّن مِنْهُ لِمُعَاجَلَةِ الْمَنِيَّةِ، أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَكُون مُؤْمِنًا... اهـ.

وإذا كان كافرا، فإنه لا تجوز مناداته بكلمة: يا أخي ـ لأنه لا إخوة بين الكافر والمسلم، لقول الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات: 10}.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: هل يمكن أن نعتبر المسيحيين إخواننا مثل المسلمين تماما دون تفرقة؟ فأجابت: يحرم اتخاذ المسيحيين إخوانا، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ـ وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ـ فحصر سبحانه الأخوة الحقيقية في المؤمنين... اهــ مختصرا.

وسئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى: عن وصف الكافر بأنه أخ؟ فأجاب بقوله: لا يحل للمسلم أن يصف الكافر ـ أيا كان نوع كفره، سواء كان نصرانيا، أم يهوديا، أم مجوسيا، أم ملحدا ـ لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبدا، فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير، فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين الكفار أبدا، الأخوة هي الأخوة الإيمانية، كما قال الله عز وجل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ... اهـ.
وننصحك بالاجتهاد في دعوته برفق ولين وحسن معاملته لعل الله تعالى أن يهديه بسببك فيكتب لك أجره، وقد جاء في الحديث الصحيح: فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ. متفق عليه.

وانظر الفتويين رقم: 29153، ورقم: 17225، عن تسمية النصراني بالمسيحي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني