الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الطلاق قبل الدخول وكيف تكون الرجعة منه

السؤال

أود الرد على الرسالة لأمر عاجل.
تم عقد قراني على ابن خالتي منذ 9 أشهر، ولم يدخل بي، وسافر بعدها، فهو يعمل بإحدى البلاد العربية في شركة اتصالات، ومرت به فترة في عمله كان مضغوطا فيها ولم يتحمل الضغط العصبي، فترك العمل وعاد إلى وطنه بعد 7 أشهر.
وعندما التقيت به لاحظت أنه لم يكن في حالته الطبيعية، وكان دائما بعد كتب الكتاب يحلم بأن ثعبانا يجري وراءه، وحدث له أكثر من مرة أثناء النوم أنه لم يستطع تحريك يده ورجله لفترة، ثم بعد ذلك يقوم بتحريكها.
ثم حدث في يوم أني خرجت دون علمه-مع العلم أني أخبرت والدتي- لزيارة إحدى صديقاتي، ولم أتأخر وعدت، أخبرتني أمي أنه كان موجودا، وغضب جدا عندما علم أني خرجت دون علمه، وذهب لصديقتي، وعندما رجع دخل علي غرفتي دون استئذان وكان غير طبيعي، وغضب جدا علي، لم أحتمل فقلت له: لا تأت هنا مرة أخرى، وأنا لا أريدك؛ لأنه قام بضربي، ولم تستطع أمي أن توقفه. فقال لي: أنت أيضا لا تلزميني، وأنت طالق، ثم خرج، مع العلم أنه ملتزم بالصلاة، ومحبوب ومحترم، وخلوق. فأنا أتساءل: ما هو حكم الطلاق هنا وما الذي يجب فعله إذا أراد أن يرجع لي وندم على ذلك واعتذر لي أنا ووالدتي ؟؟؟.
هو الآن سافر للعمل في وظيفة أخرى، ولا يحدث بينا كلام، ولا أعرف ما هو حكمي هل أنا متزوجة أم مطلقة، مع العلم أن هذه الفترة يحدث لي مثل ما كان يحدث له، فأشعر أن يدي ورجلي مشلولتان، وأن أحدا يمسك بي من رأسي، وأشعر باختناق عند سماع القرآن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان زوجك قد تلفظ بهذا اللفظ: " أنت طالق " ، فقد وقع الطلاق؛ وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 97022. وإذا وقع الطلاق قبل الدخول لم يملك زوجك الرجعة إلا بعقد جديد إلا إذا كانت هنالك خلوة صحيحة، فإنه يملك حينئذ الرجعة من غير عقد جديد كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 96298.

ولمعرفة ما تستحقه المطلقة قبل الدخول، أو الخلوة الصحيحة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 1955. وإذا أمكن إصلاح الأمر بينك وبينه، ورجوعه إليك، فذاك، وإلا فلا تذهب نفسك عليه حسرات، وسلي الله أن ييسر لك زوجا خيرا منه.

وينبغي العلم بأن المرأة المعقود عليها قبل الدخول بها طاعتها لأبيها لا لزوجها، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 127029. ولو قدر أن حصل شيء من سوء التفاهم فينبغي التريث، فالغضب غالبا ما تكون عواقبه وخيمة، فإنه من الشيطان؛ وراجعي الفتوى رقم: 8038. وضرب الزوج زوجته، إن لم يكن له ما يسوغه، واعتداؤه عليها ليس من شيم الكرماء؛ وراجعي في ضرب الزوجة الفتوى رقم :69.

وأما هذه الأمور التي تشعرين بها، فقد تكون بسبب بعض الأمور النفسية أو العصبية، فيمكن التأكد منها من أهل الاختصاص من الأطباء، فإن غلب على الظن أن تكون بسبب سحر أو مس، أو عين ونحو ذلك، فعلاجها بالرقية الشرعية، وهي نافعة في جميع الأمراض بإذن الله؛ وراجعي في الرقية الشرعية الفتوى رقم: 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني