الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ردع أصحاب السوء ضرورة شرعية وخلقية

السؤال

عندما كنت في سن 19 تعرفت على رجل في المسجد عمره حوالي 50 وكان بيننا بعض الكلام العادي في البداية، ثم بدأ يتجرأ علي شيئا فشيئا حتى أصبح يكلمني في أمور جنسية دون أن يستحيي أبدا، ولم أمنعه لأرى إلى ماذا يهدف؟ ثم بعد مرور عدة أيام بعد صلاة العشاء دعاني إلى مكان الوضوء فأجبته ثم طلب مني أن أكشف له عن جهازي التناسلي، فغضبت غضبا شديدا وأمسكته من ثيابه ثم أخرجته وكدت أضربه لولا كبر سنه، ثم طردته وقلت له: إن رأيتك في هذا المسجد مجددا، أو إن رأيتك تكلم شابا آخر فسأفضحك وبالفعل لم أره أبدا في المسجد ولم أره منذ ذلك العهد منذ حولي 4 سنوات حتى الآن، ولأنه في الأصل يسكن في حي بعيد شيئا ما عن حينا، لم أعرف هل ترك الصلاة أم أصبح يصلي في مسجد آخر، وسؤالي هو: هل أنا آثم لما فعلته معه وبالأخص إن كان قد ترك الصلاة بسببي؟ مع العلم أنني ذكرت هذا لمؤذن المسجد فاستحسن عملي وقال لي اطرده لكي لا يأتي بفضيحة أكبر ويشوه المسجد والحي ولكن لم يطمئن قلبي لذلك، أرجو أن تجيبوني في أقرب وقت ممكن، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما كان لك أن تسترسل مع ذلك الرجل السيئ ولا أن تجالسه بعد علمك بسوئه وخبث مقصده، ولعل إصغاءك له وتجاوبك معه شجعه على البوح بغرضه الخبيث والكشف عن طويته القذرة، فلا تعد لمثل هذه الميوعة مع أصحاب السوء ولا تجالسهم فيما بعد.

ولا يظهر لنا أنك آثم بردعك لذلك الخبيث وتهديدك له بالفضح ولو هجر ذلك المسجد، إذ لا يلزم منه تركه للصلاة ولا أداؤها في الجماعة، والظن أن سبب اختفائه هو خجله من فعله الذي اكتشف ولعله يصلي في مكان آخر ولا سيما أنه بعيد منه حسبما يفهم منك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني