الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطاء لا تنتقص من فضائل معاوية رضي الله عنه

السؤال

بصراحة لم تقنعني مسألة أن ما بدر من معاوية بن أبي سفيان هو اجتهاد، فتمسكه بموقفه الخاطى أدى إلى معركة قتل عدد كبير فيها من المسلمين.
هل تسمي هذا اجتهادا؟ أيضا مخالفته للرسول صلى الله عليه وسلم، والخلفاء، بتوريثه الحكم لابنه على الرغم من وجود من هو أفضل منه بكثير كالحسين رضي الله عنه، وعبد الله بن الزبير بحجة تخوفه من الفتنة، علما بأنه تقريبا كل من تمت بيعته أميرا للمؤمنين بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، تمت في ظروف صعبة وعسيرة، وعلى الرغم من هذا تمت البيعة المشهورة.
فهل تسمي هذا اجتهادا؟ ورأينا ما بدر من ابنه بعد وفاته، وكونه صحابيا لا يعني أنه معصوم ولا يخطئ، وأنا أرى بصراحة أنكم تبرئونه من كل ما حصل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يدع أحد من أهل العلم أن الصحابة -رضي الله عنهم- معصومون، حتى أكابرهم وسابقوهم الذين هم خير وأفضل من معاوية رضي الله عنهم جميعا. وراجع في ذلك الفتويين: 155513، 136054.
وأما بالنسبة للقتال الذي دار بين علي رضي الله عنه، وبين معاوية وأهل الشام، فقد كان سببه مقتل عثمان والمطالبة بدمه رضي الله عنه، وقد سبق لنا بيان ذلك فراجع فيه الفتويين: 30222، 187905.
وأما تولية معاوية الخلافة لابنه يزيد فقد سبق أن ذكرنا أنه لا ريب في خطئه في ذلك، فقد كان في المسلمين من هو أحق بالخلافة وأصلح للأمة، ولكن لا يعني هذا الخطأ إهدار فضل معاوية رضي الله عنه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 34898.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني