الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قول المحدثين عن الرواي: متروك

السؤال

ما معنى قول المحدثين عن الرواي إنه متروك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن (المتروك) رتبة من مراتب الجرح في الرواة، فالمحدثون يطلقون ذلك على الراوي الذي ترك الناس حديثه، لكونه متهما بالكذب.

قال ابن حجر في نخبة الفكر: ثم الطعن: إما أن يكون لكذب الراوي، أو تهمته بذلك، أو فحش غلطه، أو غفلته [عن الإتقان] ، أو فسقه، أو وهمه [بأن يروى على سبيل التوهم]، أو مخالفته [للثقات]، أو جهالته، أو بدعته، أو سوء حفظه [بأن يكون ليس غلطه أقل من إصابته] .

فالأول: الموضوع. والثاني: المتروك ...." إلخ.
ولا يكفي للحكم على الراوي بأنه متروك أن يتهم بالكذب من بعض الناس.

ففي مقدمة ابن الصلاح: أخبرنا ( أبو بكر بن عبد المنعم الصاعدي الفراوي ) قراءة عليه بنيسابور. قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي. قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ: أخبرنا الحسين بن الفضل: أخبرنا عبد الله بن جعفر: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت أحمد بن صالح قال: لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه. قد يقال: فلان ضعيف فأما أن يقال: فلان متروك فلا إلا أن يجمع الجميع على ترك حديثه. اهـ
وإذا تحقق كون الراوي متروكا، فإن حديثه يكون ساقطا، فلا يصلح أن يعتد به في تقوية أحاديث أخرى.
جاء في تدريب الراوي في شرح تقريب النووي: (وإذا قالوا متروك الحديث أو واهيه، أو كذاب فهو ساقط لا يكتب حديثه ) ولا يعتبر به ولا يستشهد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني