الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إن نصحت أخي فإنه يتلفظ بألفاظ قبيحة، لذلك توقفت، فهل توقفي صحيح؟

السؤال

أدعو أحد الإخوة أحيانًا أن يتقي الله من بعض التقصيرات، كالصلاة في المسجد بدلًا من البيت، ونحو ذلك، لكنه يغضب، ويتلفظ بما ليس له به علم، مثل أن أقول له عندما أكون ذاهبًا إلى المسجد: ألن تذهب معي إلى المسجد؛ لأنه واجب؟ فيقول لي تسخطًا: هل تحسبني كافرًا؟ أو يقرها أحيانًا، ويقول: أنا كافر، وذلك لأنني قلت: إنه واجب، وقد أريته الحديث الذي فيه أنه لا يتخلف عنها إلا منافق، فقال لي: إنني أقول: إنه منافق، إني أرى في أخي حب العلم أحيانًا، فيأتي ليسألني عنه، وأنا لست بعالم، فأجيبه من أقوال العلماء، وهو يقر بالإسلام، وأراه يراقب الله في كثير من المواقف، لكن الشيطان يأتيه ليلبس عليه الأمر عندما يصحح له أحد أمرًا ما، أو يقول له لا يفعل مثل هذا إلا المنافقون والكفار، فيوسوس له بأن من ينصحه ينعته بالكفر والنفاق، أحب أن أشير لفضيلتكم أن بلدنا ليس فيه علماء، ولم ننشأ نشأة إسلامية لجهل آبائنا، وأخي إن أعطيته دروسًا للعلماء السنيين في النت يحسبهم متشددين، كما أشير لفضيلتكم أن أخي في 18 من عمره، وفيه شيء من حب الدنيا، وقد توقفت عن دعوته أحيانًا لما يتلفظ به؛ فهل قراري يرضي الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على نصحك لأخيك، وحرصك على هدايته، وإذا كان تكرار النصح المستمر له سيؤدي إلى مزيد من النفور، فينبغي حينئذ التوقف، وراجع الفتوى رقم: 119075.

إلا أن هذا لا يعني ترك دعوة أخيك نهائيًا، وإنما ننصحك بتخير الظروف، والأحوال المناسبة لدعوته، وتحري الأسلوب الحسن المناسب، وبذل الأسباب التي تحببه فيك، وفي علماء السنة، وانظر لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 67272، ورقم: 193825، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني