الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ابن خالي مدمن كحول وهو في 32 من عمره، وكل عائلتنا قلقة جدا لأجله ومستقبله، وإلى الآن لم يتزوج، وهو في طريق واسع من المعاصي فأسعدكم الله: كيف لي أن أمد له يد النجاة من هذا البحر المظلم؟ مع أنه إنسان فطن جدا ومثقف ويعلم بأن الخمر حرام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قدمنا الكلام على تحريم الخمر وضررها في الفتوى رقم: 57174.

ومما يعينكم على هدايته إكثار الدعاء له، وأن تتدارسوا معه ما تيسر من نصوص الوحيين التي ترهب منها وتوضح مخاطرها الدنيوية والآخروية، وأن تكثروا من ذكر أحوال أهل القبور والآخرة، فإن العلم بأحوال الآخرة يشغل القلوب عن الباطل ويقمعها عن الشهوات، فقد روى البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا....

وفي الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.

ورغبوه في تعلم العلوم التي تحتاجها الأمة، فإن من أعظم ما يشغل النفوس عن الباطل أن يشغلها الإنسان بالحق، واحرصوا على أن تكون له صحبة صالحة، فالرجل على دين خليله، كما في الحديث، وراجع الفتويين رقم: 105390 ورقم: 137319.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني