الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

السؤال

سمعت أن معنى الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الثناء عليه في الملأ الأعلى. فما يعني هذا؟ وهل لا يكون معنى الصلاة على النبي الدعاء بالرحمة كما هو مكتوب في القرآن في حديث الملائكة مع سيدنا إبراهيم لما قالوا له رحمة الله عليكم أهل البيت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تحتمل الأمرين، وبكلا المعنيين فسرها بعض أهل العلم، فقد جاء في تفسير القرطبي (14/ 232) : عند تفسيره لآية : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {الأحزاب:56}، قال القرطبي : هذه الآية شرف الله بها رسوله عليه السلام حياته وموته، وذكر منزلته منه، وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء، أو في أمر زوجاته ونحو ذلك. والصلاة من الله رحمته ورضوانه، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره. اهـ

وقال السفاريني في شرح منظومة الآداب :

والصلاة من الله الرحمة , ومن الملائكة الاستغفار , ومن الآدميين التضرع والدعاء بخير . قال الضحاك : صلاة الله رحمته , وصلاة الملائكة الدعاء . وقال المبرد : أصل الدعاء الرحمة , فهو من الله رحمة , ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله . وقيل: صلاة الله مغفرته . وهو مروي عن الضحاك أيضا نقله الإمام ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام , ولم يرض ذلك , وإنما اختار كون الصلاة من الله تعالى ثناؤه جل شأنه عليه وإرادته لرفع ذكره وتقريبه , وكذلك ثناء ملائكته عليه صلى الله عليه وسلم . وذكر البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال : صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند ملائكته انتهى . وأما صلاة الملائكة والآدميين فهي سؤالهم الله تعالى أن يفعل ذلك به. اهـ

وجاء في شرح العطار على شرح جمع الجوامع :

قال الشيخ أبو الحسن السندي قيل إن أصلها في اللغة التعظيم، وقال معنى قولنا: اللهم صل على محمد. عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته ومضاعفة أجره ومثوبته. وقد قال الخطابي: الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء تقال لغيره، ومثل هذا مذكور في الشفاء لعياض نقلا عن القشيري وغيره ...اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني