الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخبر أمي أن أبي يريد أن ينفق علينا من فوائد وديعة بنكية؟

السؤال

سامحكم الله - يا إخوة - وغفر لنا ولكم: لي عندكم سؤال لم يرد عليه أحد منذ 9ـ 2ـ2014، وقد مر عليه شهر كامل رغم أنه هام وضروري جداً بالنسبة لي وسيتوقف على جوابه قراري ورقمه هو: 2471061، أعرف حجم موقع إسلام ويب، وكمية الأسئلة التي تصلكم يوميًا، وبالفعل مجهودكم كبير ـ أعانكم الله وبارك فيكم ـ فأنا لا أثق في فتاوى أي موقع إسلامي على الإنترنت إلا إسلام ويب، فهل سأكون آثمًا إن أخبرت أمي بالعرض الذي طرحه أبي الخاص بالوديعة البنكية لعل وعسى أن تهدأ النفوس، مع العلم أن أمي بنسبة كبيرة ستقبل فوائد الوديعة حتى وإن علمت أن فوائدها ربوية - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أجبنا عن سؤالك في الفتوى رقم: 246538.

وما أوردت هنا من استفسار: فجوابه أنه لا حرج عليك في إخبار أمك بأمر الوديعة إن أمنت أن تترتب على ذلك مفسدة أعظم، ويكون إخبارها بها أولى إن غلب على الظن أن تترتب عليه مصلحة راجحة من نحو ما ذكرت من أمر تهدئة النفوس، ولكن إن كان أبوك قد استكتمك موضوع الوديعة، أو علمت منه كراهيته لاطلاع أمك عليه، فلا يجوز لك إخبارها بها؛ لأنه يدخل في إفشاء السر، والأصل أن إفشاء السرّ حرام، وينظر تقرير الحرمة في الفتاوى التالية أرقامها: 7634، 24025، 98665 .

وأما فوائد الوديعة: فإنها تصرف على الفقراء والمساكين، فإن كانت أمك كذلك، فلا حرج عليك في إعطائها منها، وإن أمرتك بالانتفاع بها أو إعطائها منها من غير فقر ولا حاجة، فلا تجوز لك طاعتها في ذلك، بل اعمل على مداراتها، والتلطف في التخلص منها، فقد ثبت في الصحيحين عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني