الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى جواز ضرب الأخ لأخته للتأديب

السؤال

أخ وأخت مات أبواهما، والأخ أكبر من أخته بسنة، فما حدود التعامل بين الأخ وأخته من حيث:
هل تجب طاعته في أمور الدنيا كالأب أم يكتفي بالنصيحة فقط؟
في حالة إنكار المنكر هل يضرب أم يكتفي بالإنكار بالقول فقط؟ وخصوصا أن فارق السن ليس كبيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ـ فلا يجب على الأخت طاعة أخيها في أمور الدنيا ، لأن الله لم يجعل حق الطاعة على المرأة إلا للوالدين والزوج، وعليه الاكتفاء في ذلك بالنصح والإقناع، وهو ما أوضحناه في الفتوى رقم :185631، والفتوى رقم : 65444.

ـ أما في الأمور الدينية: فيجب على الأخ أن يأمر أخته بالمعروف وينهاها عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، فهذا من تمام الصلة الواجبة والاحتساب المطلوب، ولا أثر في ذلك للتقارب بين عمريهما ، لإطلاق أدلة وجوب الإنكار ، كما في حديث أبي سعيد الخدري أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده " رواه مسلم.

ولا يلزم من التغيير باليد الضرب، بل المقصود إتلاف آلة المنكر كالخمرة مثلا، أو الحيلولة بين المنكر عليه ومباشرة المنكر. أما اللجوء إلى الضرب كوسيلة من وسائل الإنكار ، فالأصل فيه المنع لما فيه من الاعتداء المنهي عنه ، لكن إن تعين وسيلة لتغيير المنكر، فقد أجاز بعض أهل العلم اللجوء إليه لمنع وقوع المنكر أو التمادي فيه ، مع مراعاة الضوابط الشرعية المذكورة في الفتوى رقم : 99879، أما بعد وقوعه فلا يجوز لأن الضرب بعد الوقوع يكون للتأديب، وليس للأخ على أخته ولاية التأديب ، وهو ما أوضحناه في الفتوى رقم : 119808.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني