الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك مساكنة من يرتكب منكرا وعدم إخبارهم بالسبب الحقيقي لذلك

السؤال

أنا شاب أسكن مع شابين آخرين. المشكلة أنهما يدخنان، وأنا لا أحب التدخين، ورائحته تضايقني جدا. ويسمعان الأغاني، وأنا لا أحب سماع الأغاني. أريد الذهاب لمكان آخر، ولكن لا أود أن أوضح لهم أني سوف أغادر لأني متضايق من التدخين؛ مراعاة لشعورهما، وحتى لا يغضبا مني.
هل يجوز أن أقول أي سبب آخر غير السبب الحقيقي، أم يعتبر ذلك كذبا، وأدخل في الحرام؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا بالفتوى رقم: 240298، وتوابعها أنه لا يجوز مجالسة المدخن أثناء شربه للدخان إلا لحاجة، أو مصلحة معتبرة شرعا، مع الإنكار عليه بقدر استطاعتك، وبالأسلوب الحسن المناسب، ومثله مرتكب المنكر حال ارتكابه.

وعلى هذا فمفارقتك السكن معهم قد تكون واجبة عليك إن خشيت من مساكنتهم الضرر ببدنك، أو الفتنة في دينك.

والأولى أن تُنكر عليهم، فإن أنكرت عليهم، ولم يستجيبوا، فلتترك السكن مع هؤلاء ما لم تكن مضطرا لمساكنتهم، ولا حرج عليك في إخبارهم بالسبب الحقيقي عساهم ينزجرون، ومع هذا فلك أن تُعَرِّض لهم، ولا تذكر السبب الحقيقي؛ ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما بينا بالفتوى رقم: 199491.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 233377.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني