الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم البقع الخفيفة من أثر دم الحيض وهل تنتقل بها النجاسة؟

السؤال

شيوخ الموقع الكرام.‏
لقد تعبت كثيرا من وسواس الطهارة، ‏فهو يراودني بين كل فترة وفترة. والآن واجهت مشكلة تتعلق بهذا ‏الموضوع:
عمري 13 سنة، بلغت ‏منذ فترة قصيرة، قبل سنة تقريبا أو ‏أقل، وأنا لا أحب إطلاقا أن أرتدي ‏الفوط الصحية أثناء الحيض؛ لذا فأنا ‏أرتدي لباسا داخليا، وبعد ذلك أرتدي ‏بنطالا عاديا، لكني اكتشفت مؤخرا ‏أن هناك بقعا خفيفة جدا تكاد لا ترى، ‏تظهر من البنطال الخارجي؛ لأني ‏دائما ما أذهب إلى دورة المياه -‏ أكرمكم الله - وأقوم بالاستنجاء من ‏الدم؛ لذا فإنه تكون هناك بقع خفيفة ‏جدا بسبب كثرة البلل والماء؛ لذا فأنا ‏الآن وسوست. ربما تكون الأماكن ‏التي جلست عليها نجسة من هذا ‏الأثر! ‏
فلا أعلم ما حكم هذا؟
أنا في حيرة ‏من أمري. ‏
أرجوكم ساعدوني أنا حقا حائرة، ‏وأشعر أني ضائعة، ودائما ما أشك ‏في طهارتي !!‏
أرجو نقل سؤالي إلى قسم الفتاوى؛ ‏لأنني لم أستطع إرساله في قسم ‏إرسال الفتاوى.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن يسير الدم يعفى عنه وإن كان دم حيض، في قول كثير من أهل العلم؛ وانظري لبيان ضابط اليسير المعفو عنه من النجاسات الفتوى رقم: 134899.

وعليه، فلا يضر وجود هذه البقع الخفيفة على تقدير وجودها، وأن ذلك ليس مجرد وسوسة، وعند الشك في انتقال النجاسة من موضع لآخر فالأصل عدم انتقالها، فدعي الوساوس، ولا تعيريها اهتماما؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم؛ وانظري الفتوى رقم: 128341. ولبيان كيفية التعامل مع الوسوسة انظري الفتوى رقم: 51601.

وبما ذكرناه تعلمين أن وجود هذه البقع على تقدير وجودها، وجلوسك بها في أي مكان، لا يضر؛ لأن هذه النجاسة معفو عنها، ولو كانت نجاسة غير معفو عنها، وشككت في انتقالها من مكان لآخر، فالأصل عدم انتقالها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني