الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استحضار نية أخرى للصلاة بعد الدخول فيها

السؤال

هل يجوز استحضار نية جديدة في الصلوات التي يجوز الجمع بينها في أكثر من نية, مثل: إذا نويت صلاة الضحى ودخلت في الصلاة وأثناء الصلاة نويت معها مثلا تحية المسجد أو ركعتي الوضوء وما شابه ذلك؟..
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنية ركن من أركان الصلاة لا تجزئ بدونها, سواء كانت فريضة, أم نافلة, جاء في الشرح الكبير لابن قدامة الحنبلي: متى كانت الصلاة معينة لزمه شيئان: نية الفعل، والتعيين، فإن كان فرضاً ظهراً أو عصراً أو غيرهما لزمه تعيينها، وكذلك إن كانت نفلاً معينة كالوتر وصلاة الكسوف والاستسقاء والسنن الرواتب لزمه التعيين أيضا، لعوم الحديث، وإن كانت نافلة مطلقة كصلاة الليل أجزأته نية مطلق الصلاة لا غير، لعدم التعيين فيها. انتهى.

ووقت النية عند أهل العلم هو أول العبادة، جاء في الموسوعة الفقهية: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ وَقْتَ النِّيَّةِ هُوَ أَوَّل الْعِبَادَاتِ أَوْ أَنَّ الأْصْل أَنَّ أَوَّل وَقْتِهَا أَوَّل الْعِبَادَاتِ. اهـ.

والأصل أن تكون نية الصلاة مقارنة لتكبيرة الإحرام, ويجوز أن تتقدم عليها بزمن يسير عند جمهور أهل العلم، فإن تأخرت النية عن تكبيرة الإحرام بطلت الصلاة, كما سبق في الفتوى رقم: 164687.

وبناء على ما سبق، فإذا كنت قد أحرمت ـ عند دخول المسجد ـ بنية الضحى, فلا يجزئك أثناء صلاتك أن تجمع معها نية تحية المسجد, أو سنة الوضوء، لعدم حصول النية عند تكبيرة الإحرام، أما إذا نويت ذلك عند التكبير فتحصل على ثواب الضحى وتحية المسجد وسنة الوضوء, فالتشريك بين عبادتين في نية واحدة مجزئ إن كان مبناهما على التداخل، أو كانت إحدى العبادتين غير مقصودة لذاتها، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 255892.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني