الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صرف الابن على علاج أبيه من مال أبيه الذي وضعه عنده أمانة بدون إذنه

السؤال

أعطاني والدي مبلغا من المال على سبيل الأمانة، ثم مرض بسرطان الرئة، ولا يعرف أنه مريض بذلك، ولو علم لم ينفق على علاج نفسه،
فهل يجوز لى أن أنفق على علاجه من ماله الذي هو أمانة عندي دون علمه، علما بأنني لا أملك مصاريف العلاج؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يجوز التصرف في الأمانة من دون إذن الوالد، وإن أذن فلك الإنفاق على علاجه من ماله بما فيه المصلحة، وإن كان عاقلا ورفض العلاج، فلا يجوز التصرف في ماله بغير إذنه، وقد سبق أن بينا خلاف أهل العلم في حكم التداوي، وأن الراجح جواز تركه إلا إذا كان المرض يؤدي للهلاك، وكان الدواء محقق النفع ـ بإذن الله ـ فإنه يجب التداوي حينئذ لقوله تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195}. ولقوله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ {النساء:29}.

ثم إن السرطان مرض خطير، ولكنه لا يقطع بتحقق الشفاء منه بالعلاج الطبي، فقد شوهد عجز الطب الحديث عن علاج كثير من حالات الإصابة بالسرطان، وإذا لم يكن الدواء مما يغلب على الظن نجاحه، فلا يجب العلاج منه، وبناء عليه فإنا ننصحكم باستشارة الأطباء في الموضوع، ومحاولة إقناع الوالد برفق ولين إن تأكدتم من نجاح الدواء، كما ننصح بالعلاج بالرقية الشرعية والأدوية النبوية كزمزم والعسل والحبة السوداء، فإنه مفيد ومجرب، وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على كلام أهل العلم في حكم التداوي، ومسألة التداوي بالرقى والعلاجات النبوية: 30645، 62685، 31887، 32179، 49953، 27266، 27996، 19134.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني