الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام في جلوس المرأة بعد الفجر إلى الضحى

السؤال

تسألي أخت عن جلسة الضحى في البيت: أثناء جلسة الضحى أشعر برغبة شديدة جدا في النوم، فهل يمكنني أن أقوم من مكاني إلى مكان آخر أو أخرج إلى البلكونة حتى يذهب عني النعاس وأستطيع أن أستمر في الذكر وقراءة القرآن؟ وهل إذا استيقظ أحد من أهل البيت وطلب مني شيئا أو تكلم معي أثناء هذه الجلسة، يمكن أن أتكلم معه وأقضي حاجته أم لا؟ وهل لا بد أن يكون المكان الذي أجلس فيه غرفتي فقط أم أي مكان في البيت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمعطيات السؤال تفيد أن السائل رجل ومضمونه يقتضي أنها امرأة، وعلى أية حال، فالمرأة إذا صلت الصبح في جماعة وجلست تذكر الله نالت الأجر ـ إن شاء الله ـ على رأي كثير من العلماء، وراجعي الفتوى رقم: 144643.

وقد بينا في الفتوى رقم: 118699، أن المقصود بمصلاه: الموضع كاملاً، وهو المسجد ـ في حق الرجال ـ في أصح القولين.

ولم نجد للعلماء كلاما في تطبيق ذلك على المرأة، وبالتالي فالأحسن أن لا تبرح المكان الذي صلت فيه، ويمكنك أن تُعلمي أهلك أنك في ذكر في هذا الوقت حتى لا يشغلوك، فقد كان من هدي السلف السكوت في هذا الوقت، مع الانشغال بالذكر، وانظري الفتوى رقم: 130461.

وبعد ذلك، لو امتنعت عن الرد فحسن، ما لم يؤد إلى القطيعة، وكذلك، إذا ناداك والداك، فالواجب إجابتهما، وتحقيق ما طلباه، فبرهما واجب مقدم على النوافل، وانظري الفتوى رقم: 189679.

فإن قمت من المصلى لقضاء حاجتهم، فهذا يُفوّتُ عليكِ هذا الثواب، لكنكِ إن كنتِ معذورةً في القيام حصل لكِ الثواب بالنية، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 24809.

وبخاصة إذا كان هذا الجلوس عادة لكِ، وقد تكون إجابة حاجتهم ـ مع شدة الحاجة ـ أعظم أجراً، فعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل: يا رسول الله؛ من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفعهم للناس، وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن: تكشف عنه كربا، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهرين في مسجد، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. أخرجه ابن أبي الدنيا، وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني