الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانشغال بتجديد الوضوء أم إدراك تكبيرة الإحرام

السؤال

أحد الإخوة يحب تجديد الوضوء عند كل صلاة، حتى وإن كانت الصلاة قائمة، فيسبقه الإمام بركعة وأحيانا ركعتين، فما حكم( تجديد) الوضوء في الوقت التي تكون فيه الصلاة قائمة؟ وجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن تجديد الوضوء عند كل صلاة فضيلة، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء. رواه أحمد بسند حسن، وعن أنس رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة. رواه أحمد والبخاري.
ولكن ينبغي أن لا ينشغل بتجديد الوضوء عن إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة لأنه انشغال بالمفضول عن الفاضل، فكيف بمن ينشغل بذلك حتى يضيع على نفسه ركعة أو ركعتين!! فإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في وقته أعظم من تجديد الوضوء، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق. رواه الترمذي وإسناده حسن.
بل إذا أقيمت الجماعة فلا صلاة غيرها، لقول صلى الله عليه وسلم في الصحيح: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.
فإذا كان هذا في حق صلاة النافلة.. فكيف بتجديد الوضوء!
وقد يوسوس الشيطان لبعض الناس ويقول له: توضأ لكل صلاة فإن في الوضوء كفارة للسيئات ورفعاً للدرجات، وهو بذلك يريد أن يفوت عليه أجر تكبيرة الإحرام أو أجر الجماعة وهذا من كيد الشيطان، قال الإمام ابن القيم: (والشيطان قد يفتح للإنسان سبعين باباً من أبواب الخير ليفتح له باباً من أبواب الشر، أو ليضيع عليه باباً من أبواب الخير أعظم من تلك السبعين).
والله أ علم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني