الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد الصداقة على الفيس بوك مع التقاطع لا تزيل حكم الهجر

السؤال

أرجو من فضيلتكم الإجابة في وقت قريب إن أمكن، هذه قصة عن علاقات مراهقين لا يقر بها الشرع، فهي خارج إطار الزواج: شابان وفتاة في المرحلة الأولى من الثانوية العامة، الشاب الأول كان على علاقة حب بالفتاة منذ 3 أعوام، وافترقا، ثم تصادق الثاني بالفتاة، وأصبحا صديقين مقربين جدا، حكت الفتاة للثاني عن حبها القديم، وحنينها إليه، فقرر أن يتشجع، ويرجعه إليها، فاقترب الثاني من الأول، وأصبحا بالفعل صديقين، ولأحداث لا أتذكرها تم رجوع الأول للفتاة مع استمرار الثاني بمصادقتها، مرت سنة ونصف وانكشف الأمر للأول، فصدم بشدة، بل وبكى كرها للخيانة، ثم بعد هذا اعترف الثاني بخطئه لصديقه، واعتذر مرارا، ورجعا صديقين، وبالتأكيد ليس كالسابق تجاه الثاني تعليلا من الأول أن الثاني كان سببا في ضياع حب حياته منه، وخان صديقه، وكان سبب جرح كبير له، ومرت الأيام وافترق الثلاثة لبلدان أخرى إلا أن الشابين أصدقاء على موقع التواصل فيس بوك، والثاني يسأل عن الأول، والأول يرد وهو لا يريد أو لا يطيق الثاني للأسباب التي ذكرت، الآن أنا هو الشخص الثاني، والحمد لله نضجت بشكل كاف وعلمت بحرمة العلاقة ولو كانت صداقة وبريئة من فتواكم، وعلمت أيضا أحاديث الرسول بالهجران ثلاثة أيام.
سؤالي: هل ظهوري وظهور صديقي متاحين لبعضنا على الفيس بوك يعتبر مقابلة ورؤية، وبه تتحقق القطيعة؟ فقد قاربنا نصف سنة وأراه تقريبا على الفيس بوك كل يوم، ولم يبدأ يكلمني لكرهه الشديد لي، والقطيعة تزول بالسلام كما قرأت في الحديث عندكم، وأنا بدأته بالسلام ثلاث مرات، ولم يبدأ مرة منذ ما يقارب ستة أشهر، فهل علي من شيء تجاه هذا الصديق الباغض لي؟ أله حق فيما حدث مني منذ 4 أعوام بعد اعتذاري، ورجوع كلامنا، وسؤال بعضنا ثم انقطاعه؟ وهل لا أكترث بحديثنا كما يفعل أم أصله وهو لا يطيق الكلام معي أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقكم جميعا للتوبة، وأن يتقبلها منكم، وأن يرزق شباب المسلمين العفة.
ولا شيء عليك تجاه صديقك، فقد اجتهدت في وصله، وانظر الفتوى رقم: 123970.

ولكن يبقى أن عليك كما دللته على طريق هذه الفتاة، وأعدت العلاقة المحرمة، أن تحثه على التوبة، ولو بالمراسلة، فلا يكفي انقطاع العلاقة مع الفتاة، بل الواجب التوبة، والندم، ويمكنك أن تراسله بالفتويين 9360، 10522.

وننبه إلى أن ما يراه ظلما وخيانة من جهتك ليس كذلك، فليس في قطع العلاقة المحرمة ظلم، ولا في السعي في إنهائها خيانة.

والصداقة على الفيس بوك مع التقاطع، وعدم إلقاء السلام، لا تكفي في قطع حكم الهجر؛ فإنها مجرد متابعة للشخص على موقعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني