الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتصرف الأخت مع أختها التي تفسد زوجها عليها

السؤال

أختي جاءت عندي أمس بسبب أنها تشاجرت مع زوجها، فرحبت بها، ولم أتضايق، مع العلم أن زوجها طردني من قبل أكثر من مرة، ولم يحبذ وجودي عندهم.
المهم: ونحن نشاهد الفيديو الديني قالت: أهذا ما تشاهدون بالليل؟! وبدأتْ تضحك وتقهقه، ثم سألتني: ماذا تشاهدون؟ فقلت لها: الرسوم المتحركة، والأشرطة الدينية، والوثائقية، فبدأت تضحك من جديد، وقالت لي: أنت مريضة. فقلت لزوجي: نحن متفاهمون في هذا الموضوع بشأن التلفاز. فابتسم، وكأنه لا يؤيدني؛ لأن زوجي يحب التلفاز، ولكن حقيقة أنا منعته من مشاهدة الأفلام الأجنبية، فزادت أختي ضحكا، وقالت لي: أنت رجعية، وشددت على زوجك. وهو أيدها الرأي، ولأنها أختي وكانت في مشكلة لم أرد أن أرد الكلام عليها، سوى أني قلت لها: هناك من يضحك في الدنيا ويبكي في الآخرة. فلم تهتم بكلامي، وأختي غير محجبة، وتسمع الأغاني والأفلام، ولا تصلي إلا كما يحلو لها، والآن أنا في مشكلة مع زوجي؛ فبعد أن تحسن وضعنا وأصبح لا يشاهد شيئا، جاءت أختي وقلبت تفكيره، وبقيت أبكي أمس بجنبه، ولأول مرة لم يعرني أي اهتمام، وأختي ستظل عندنا ولديها طفلان وقالت لزوجي: إنها تعطي كل الحرية لزوجها. لا أعرف قصد أختي ما هو؟ أتريد طلاقي؟!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت باستقبالك أختك في بيتك، ففي هذا إحسان وصلة، والله لا يضيع أجر المحسنين. وقد أساءت أختك بسخريتها منك بسبب مشاهدتك البرامج الدينية، وسعيها في أن تفسد عليك زوجك، فهذا نوع من اللؤم؛ لما فيه من مقابلة الإحسان بالإساءة، والكريم يقابل الإحسان بالإحسان.

وإذا كانت أختك على ما ذكرت من تفريطها في الصلاة، فلا يستغرب منها بعد ذلك مثل هذه التصرفات، فمن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، ومن قطع صلته بربه، قطع عن قلبه نور الإيمان والهداية.

فالواجب أن تُنصح، ويبيَّن لها خطورة ما هي عليه من حال، ويمكن الاستعانة ببعض الفتاوى عندنا، نحيلك منها على الأرقام التالية: 26193، 1195، 5282، 1791. فإن تابت أختك إلى الله، وصلح حالها فذاك، وإلا فيمكنك هجرها إن رجوت أن ينفعها الهجر، فالهجر يرجع فيه إلى المصلحة، كما بينا في الفتوى رقم: 21837.

ولا نستطيع أن نجزم بشيء بشأن مقصد أختك، وما إن كانت تريد طلاقك من زوجك، ولكن الذي ننصحك به: الصبر على زوجك، ومناصحته بالحسنى، وكوني على حذر من مشادته؛ لئلا يترتب على ذلك الشقاق والفراق، وحتى تفوتي أي مقصد سيء قد ترمي إليه أختك.

وننبه إلى أمرين:

الأمر الأول: هنالك ضوابط شرعية لمشاهدة الرسوم المتحركة، سبق لنا بيانها، فراجعي الفتاوى بالأرقام التالية: 34634، 110537، 140121.

الأمر الثاني: التمسك بالشرع ليس من التشدد في الدين، وانظري الفتوى رقم: 69967، ففيها بيان الفرق بين التشدد المذموم والعزيمة المحمودة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني