الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نقل الزكاة والتوكيل في إخراجها

السؤال

أنا جزائري، عندي مال بلغ النصاب وحال عليه الحول، وحصلت على أغلبه هنا في فرنسا، (وإن كنت قد نقلت نصفه إلى الجزائر)، وأنا في فرنسا لطلب العلم، وبقي لي شهور لعودتي للجزائر، و بحكم أنني مغترب منذ مدة ليست طويلة فلا أعرف جمعيات ثقات تؤدي الزكاة هنا في فرنسا، (علما أنني لم أبحث)، وأرغب في تأديتها في الجزائر عن طريق جمعيات أثق فيها.
هل يجوز لي إخراج زكاة المال في الجزائر؟ وهل يجوز أن أكلف شخصا في الجزائر بتأديتها عني، على أن أعطيه المال حين عودتي بعد أشهر؛ (لأنه ليس لدي وسيلة لإرسال المال حاليا)؟.
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصلُ أن زكاة المال تابعةٌ للمال تفرقُ في موضعه، وما دام المال بعضه معك في فرنسا والبعض الآخر في الجزائر فالأولى لك زكاة كل جزء حيث هو، جاء في شرح الزركشي: فلو كان ماله غائباً عنه زكاه في بلده، نص عليه في رواية بكر بن محمد، فقال: أحب إلي أن تؤدى حيث يكون المال، فإن كان بعضه حيث هو، وبعضه في بلد آخر، يؤدي زكاة كل مال حيث هو. اهـ

ومع هذا فلو اقتضت المصلحة إخراج زكاة المال كله بالجزائر فلا مانع من ذلك، وقد فصلنا القولَ في حكم نقل الزكاة في الفتوى رقم: 12533، ورحجنا فيها القول بجواز نقلها، خاصة إذا كان لمصلحة شرعية معتبرة، وانظر في ذلك أيضا الفتوى رقم: 127374.

ولا مانع أيضا من توكيل من يقوم بتوزيع الزكاة بدلا عنك. وانظر فيه الفتوى رقم: 140296.

وسواء دفعت له المال مباشرة أو طلبت منه دفع الزكاة من ماله وبقيت في ذمتك زمنا تتفقان عليه فلا حرج في شيء من ذلك، وراجع فيه فتوانا رقم: 101692، بعنوان: حكم من وكل شخصا في دفع الزكاة من ماله.

ولله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني