الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإكثار من ذكر الله من أفضل القربات

السؤال

أنا إنسان موسوس للغاية، فإذا حدث مني ما يوجب نطق الشهادتين فإني أظل أكرر نطق كلمات محددة مثل(لا إله إلا الله رسول) لأني أشك في نطق حرف اللام بطريقة صحيحة، وبالتالي أشك في نطق هذه الكلمات لاحتوائها على حرف اللام، وأظل أعيد نطق الشهادتين عدة مرات، فهل إذا قمت بنطق حرف اللام بأي طريقة يكون تشهدي صحيحا؟ مع العلم أنه ليس لدي أي مشاكل على الإطلاق في نطق حرف اللام ولا في التخاطب ولا أتلعثم في الكلام، وهل نطق الشهادتين عند حدوث ما يوجب نطقهما كسب الدين مثلا يحتاج إلى نية؟ أم يكفي نطقهما دون نية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على من علم من نفسه أنه موسوس أن يعرض عن الوسوسة ويعتبر نفسه مسلما، ويعلم أن من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، ويعلم أن العلاج الأنجع للوساوس هو الإعراض الكلي عن التفكير فيها، والاسترسال مع الشيطان بشأنها.

واما الإكثار من ذكر الله تعالى فهو من أفضل القربات، وأجلها؛ وقد ورد في ذلك أدلة كثيرة من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فمنها قول الحق سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا {الأحزاب:35}، وقوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ {آل عمران: 190ـ 191}.

وأما الشك في اللام فالظاهر أنه بسبب الوسوسة ما دمت تنطقها في كلامك العادي بشكل صحيح، وبالتالي فعليك أن تعرض عن الوسوسة، وتعتبر نفسك تنطق اللام بشكل صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني