الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محل النية وزمن استحضارها وكيفيتها

السؤال

يا شيخ هل يجب علي تبييت النية عند الوضوء، أم مجرد ذهابي إلى دورة المياه تكون نية للوضوء وللصلاة، أم يجب تبييت النية إذا دخلت للحمام، أقول في نيتي اللهم إني نويت الوضوء للصلاة أم ماذا يا شيخ؟ وكذلك في أي عبادة كالصلاة، إني إذا جئت إلى صلاة الفجر أقول اللهم إني نويت أن أصلي صلاة الفجر، أو الظهر، وبقية الفروض؟ أو هل يجب تبييت النية أن أقول: اللهم إني نويت أن أصلي الظهر، أم بمجرد ذهابي إلى المسجد تكون لي نية للصلاة سواء كانت الفجر أم الظهر وبقية الفروض؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك استحضار النية عند الذهاب إلى الحمام، أو إلى المسجد، ولا التلفظ بها، فإذا قصدت الوضوء، وتوضأت، فقد حصلت النية بذلك، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة؛ فأمر النية سهل، ومحلها القلب، وزمنها بداية الفعل من الوضوء أو الصلاة، ولا يشترط التلفظ بها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى: فإن النية تتبع العلم، فمن علم ما يريد فعله، نواه بغير اختياره، وأما إذا لم يعلم الشيء، فيمتنع أن يقصده..... انتهى.

وقال أيضا: ومعلوم في العادة أن من كبر في الصلاة لا بد أن يقصد الصلاة، وإذا علم أنه يصلي الظهر، نوى الظهر، فمتى علم ما يريد فعله، نواه ضرورة. انتهى.

وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح الأربعين النووية: فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. أنه ما من عمل إلا وله نية؛ لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملا بلا نية، حتى قال بعض العلماء: لو كلفنا الله عملا بلا نية، لكان من تكليف ما لا يطاق. ويتفرع من هذه الفائدة الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات، ثم يقول لهم الشيطان: إنكم لم تنووا، فإننا نقول لهم: لا، لا يمكن أبدا أن تعملوا عملا إلا بنية، فخففوا على أنفسكم، ودعوا هذه الوساوس. اهـ.
فهون على نفسك، وانظر الفتوى رقم: 94062.
هذا؛ ونوصيك بتقوى الله تعالى، والحذر من الاسترسال مع هذه الوساوس الخطيرة، فإن الاسترسال معها يجعل الإنسان كأنه لا عقل له، وأهم علاج لها هو تجاهلها والإعراض عنها، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 7578، 56647
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني