الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبو بكرة رضي الله عنه وخبر جلد عمر له

السؤال

هل أبو بكرة من رواة الحديث الثقات وهل صحيح أن عمر قام بجلده؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أبا بكرة صحابي جليل، واسمه نفيع بن الحارث أو نفيع بن مسروح رضي الله عنه، وهو من رواة الحديث، قال الذهبي في سير الأعلام والنبلاء: روى جملة أحاديث، حدث عنه بنوه الأربع: عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، ومسلم، وأبو عثمان النهدي، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وعقبة بن صهبان وربعي بن حراش، والأحنف بن قيس، وغيرهم. انتهى
وليعلم السائل الكريم أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين كلهم ثقات وعدول، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة: اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة. انتهى
وأما بالنسبة لقصة جلد عمر له فقد ذكرها الذهبي في السير فقال رحمه الله: وقصة عمر مشهورة في جلده أبا بكرة، ونافعاً، وشبل بن معبد لشهادتهم على المغيرة بالزنا ثم استتابهم فأبى أبو بكرة أن يتوب وتاب الآخران، ثم قال: قال البيهقي: إن صح هذا فلأنه امتنع من التوبة من قذفه، وأقام على ذلك، قلت: كأنه يقول: لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد. انتهى
وليعلم أن أبا بكرة وصاحبيه عندما شهدوا على المغيرة قد كان معهم شاهد رابع ولكنه تراجع مما جعل عمر ضي الله عنه لا يجد مناصاً إلا أن يحد الثلاثة حد القذف عملاً بقوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:4].
وهذا الحد لا يسقط عدالته ولا روايته ولا يؤثر أبداً في صحبته رضي الله عنه، وما زال أهل العلم يذكرونه بالفضل والثناء، منهم ابن الأثير حيث قال رحمه الله في أسد الغابة في معرفة الصحابة: وكان أبو بكرة من فضلاء أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وصالحيهم. انتهى
وقال الحسن البصري: ولم ينزل البصرة أفضل من أبي بكرة وعمران بن الحصين رضي الله عنهما.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني