الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المحذور في أعياد أهل الكتابين أشد من المحذور في أعياد الجاهلية

السؤال

أنا متزوج، ولدي طفلة. وزوجتي طلبت مني أن نذهب إلى حفلة نهاية السنة في أحد الهالات بالمدينة. ولكن رفضت. فقالت لي سوف أذهب مع بنت خالتك. فقلت لها: إذا ذهبت إلى هذا الحفل، سوف أطلق. فقالت لي: نعم، طلق إذا شئت، فأنت دائما تمنعنا من الزهو. وعندما ذهبت هي وبنت خالتي إلى الحفل (في الليل).أرسلت إلي ابنة خالتي رسالة sms وقالت: حرام عليك يا أمين، نحن جالسات مع عائلات محترمة، مع أطفالهم، حرام عليك ما تريد فعله.
هل أنا على صواب أم على خطأ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم:26883 عدم جواز الاحتفال برأس السنة، وبالتالي، فامتناعك من الخروج صحيح، وكان الواجب أن تمنع زوجك وطفلتك من الذهاب؛ فأنت وليهما، وهما رعيتك، وأنت مسؤول عن رعيتك.

وقد تحتاج إلى مجاهدتهما على ذلك، وتوفير بعض وسائل الترويح المباحة في العموم لا في هذا اليوم؛ فإن للنساء والصبيان إقبالا على مثل هذا.

قال ابن تيمية -رحمه الله- متحدثا عن أعياد الجاهلية: إذ العادات لا تغير إلا بمغير يزيلها، لا سيما وطباع النساء والصبيان وكثير من الناس متشوفة إلى اليوم الذي يتخذونه عيدا للبطالة واللعب. ولهذا قد يعجز كثير من الملوك والرؤساء عن نقل الناس عن عاداتهم في أعيادهم؛ لقوة مقتضيها من نفوسهم، وتوفر همم الجماهير على اتخاذها، فلولا قوة المانع من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكانت باقية، ولو على وجه ضعيف، فعلم أن المانع القوي منه كان ثابتا، وكل ما منع منه الرسول منعا قويا كان محرما؛ إذ لا يعني بالمحرم إلا هذا. ....

والمحذور في أعياد أهل الكتابين التي نقرهم عليها، أشد من المحذور في أعياد الجاهلية التي لا نقرهم عليها؛ فإن الأمة قد حذروا مشابهة اليهود والنصارى، وأخبروا أن سيفعل قوم منهم هذا المحذور، بخلاف دين الجاهلية، فإنه لا يعود إلا في آخر الدهر، عند اخترام أنفس المؤمنين عموما، ولو لم يكن أشد منه، فإنه مثله على ما لا يخفى؛ إذ الشر الذي له فاعل موجود، يخاف على الناس منه، أكثر من شر لا مقتضى له قوي. انتهى.

وقد أخطأت ابن خالتك إذ أنكرت عليك ترك الخروج؛ بل هي مخطئة في خروجها، وعليها التوبة إلى الله من ذلك.

وأما قولك: سأطلق؛ فقد بينا حكمه، وأثره بالفتوى رقم: 134530، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني