الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجزئ الحمد للعطاس والرفع من الركوع لمن عطس أثناء رفعه من الركوع

السؤال

بارك الله فيكم.
أحيانا أعطس وأنا راكع، فإذا رفعت من الركوع هل أكرر الحمد واحدة للرفع من الركوع، والأخرى للحمد من العطاس، أم أقولها مرة واحدة وأنويها عن الاثنتين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 132114 اختلاف العلماء فيما يشرع للمصلي إذا عطس في صلاته، وأن الراجح من أقوالهم أنه يستحب له أن يحمد الله تعالى؛ لثبوت السنة الصحيحة به.
وإذا حمد المصلي لعطاسه في الركوع، فإن كان ذلك بصيغة "الحمد لله"، فهذه الصيغة ليست هي الواردة عند الرفع من الركوع، بل الوارد فيه هو قول"ربنا ولك الحمد، أو" اللهم ربنا لك الحمد"، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا اللهم ربنا لك الحمد؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. وفي رواية للبخاري ومسلم: فقولوا ربنا ولك الحمد. بالواو. وبالتالي فهي غير مجزئة عن ذكر الرفع من الركوع، الذي هو أحد واجبات الصلاة، كما عند الحنابلة، وقد ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 12455 بعنوان: أركان الصلاة، وواجباتها، وسننها.
وأما إن حمد بصيغة ربنا ولك الحمد، وقصد به ذكر العطاس، وذكر الرفع من الركوع، فقد ورد عن بعض العلماء أن ذلك يجزئ عنهما.

جاء في الموسوعة الفقهية: وَإِذَا رَفَعَ الْمُصَلِّي رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَعَطَسَ، فَقَالَ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، يَنْوِي بِذَلِكَ لِمَا عَطَسَ، وَلِلرَّفْعِ، فَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لا يُجْزِئُهُ؛ لأَنَّهُ لَمْ يُخْلِصْهُ لِلرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ.

وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: وَالصَّحِيحُ أَنَّ هَذَا يُجْزِئُهُ؛ لأَنَّهُ ذِكْرٌ لا تُعْتَبَرُ لَهُ النِّيَّةُ، وَقَدْ أَتَى بِهِ، فَأَجْزَأَهُ، كَمَا لَوْ قَالَهُ ذَاهِلا وَقَلْبُهُ غَيْرُ حَاضِرٍ، وَقَوْلُ أَحْمَدَ يُحْمَلُ عَلَى الاسْتِحْبَابِ، لا عَلَى نَفْيِ الإِجْزَاءِ حَقِيقَةً. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني