الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل نصيحة المسلمين لنبذ لمنكرات التي اعتادوها

السؤال

نلاحظ أن كثيرا من المنكرات قد انتشرت خاصة التي يراها أغلب الناس شيئا عاديا: كحلق اللحية والإسبال... فكيف نتعامل مع هذه المنكرات؟ وهل أنكر على كل شخص رأيته؟ فربّما دخلت سوقا ورأيت كثيرا ممن حلقوا لحاهم وأسبلوا ثيابهم وشربوا الدخان فكيف أتعامل مع هذه المشكلة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن انتشار المنكرات من مظاهر ضعف الإيمان وكثرة الجهل واتباع العادات، فيجب علاج ذلك بعمل ما أمكن من الأنشطة الدعوية التعليمية على مستوى المساجد والمدارس، وعلى مستوى النصح الفردي لمن أمكن لقاؤه من الناس، ورجي انتفاعه بالنصح، وأمن شره، ولا يلزمك تتبع كل أحد، فهذا مما يعلم أنه في غير الوسع، لا سيما مع كثرة المنكرات واعتياد أكثر الناس عليها؛ كحلق اللحية -مثلا- جاء في شرح النووي على مسلم: وأما نصيحة المسلمين ـ وهم من عدا ولاة الأمر ـ فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكف الأذى عنهم، فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم ويعينهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة، وتنشيط همهم إلى الطاعات.... والنصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه، فإن خشي على نفسه أذى، فهو في سعة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني