الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية طلب التبريك

السؤال

إذا دخل أحدهم مزرعتي وخشيت من حسده لها فهل أذكره بأن يقول ما شاء الله تبارك الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنقول لك: إنه ينبغي أن لا يسيطر على المسلم الخوف من الحسد حتى يتوقع حصوله من كل أحد وفي كل موضوع، بل عليه أن يتوكل على الله ويعلم أنما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويأخذ بالأسباب الشرعية ومن أهمها المحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من الدعاء، ومع ذلك لو كان صاحبك هذا ممن يخشى منه أن يعين أو يحسد فلا مانع من أن تُذَكِّره عند زيارته لك في مزرعتك أن يقول: تبارك الله. على أن يكون ذلك على وجه التلطف والأريحية؛ حتى يحمل ذلك منك على أحسن المحامل، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الشخصَ المتهم بالإصابة بعينه أن يستجيب للمعين [المصاب بالعين] إذا طلب منه إحضار فضْل طهوره، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قَالَ: الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا. رواه مسلم في صحيحه، قال السيوطي في شرحه لصحيح مسلم: قَالَ الْمَازرِيّ: هَذَا أَمْرُ وُجوبٍ، وَيجْبَر العائنُ على الْوضُوء للمعين على الصَّحِيح. اهـ. ولا شك أن طلب التبريك وقول: ما شاء الله أهون من طلب فضْل الوضوء! وانظر للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 117939، 24373، 17661.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني