الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتعامل المسلم مع أبيه وأخيه الناطقين بكلام كفر وردة

السؤال

أرجو من المشايخ الفضلاء الإجابة على هذا السؤال.
أنا يا شيخ ذو أسرة، تتكون من أب، وأم، وأخ، وهم جميعاً يصلون. لكن أخي وأبي يسبان الدين، ويكرهان الشريعة الإسلامية، ويقولان عنها خرافات، وكلام فاض، وغيرها من النواقض، والحمد لله أني من المستقيمين، وهما يحارباني بشتى الطرق، وبالأخص أبي، يقوم بسب الدين، وقد سب الرسول صلى الله عليه وسلم عدة مرات في الفترة الماضية أمامي، ويقول: أنا أقدس المسيح، وغير ذلك من الأقوال الكفرية بين الحين والآخر، وغيرها من المحاربة.
فأرجو إفادتنا بالحل الأمثل لهذه المشكلة، وأنا يا شيخ والله تعبت نفسياً.
أما بالنسبة لأخي فقد نصحته، وشعرت منه بالاستجابة، أما أبي فهو شخص لا أستطيع أن أنصحه؛ لأنه عصبي، وذو طبع صعب جداً.
فما هو توجيهكم لي؟
وهل أنا محاسب أمام الله على هذه الأفعال إذا لم أنصح أبي؟
أرجو الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يهدي والدك، وأخاك، وقد بينا بالفتوى رقم: 65659 أن الذي يسب الدين مرتد، كافر، خارج من الملة بإجماع أهل العلم، وتشمله أحكام الردة، إلا أن يرجع إلى الإسلام، ويتوب إلى الله تعالى، وبينا ما الواجب تجاهه، فكيف إذا جمع إلى ذلك سب الرسول صلى الله عليه وسلم، والطعن في الشريعة، وانظر في خطورة ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 123958، 78602 ، 156471. ولتمام الفائدة انظر الفتوى رقم: 102922.

وإذا صح ما نسبت لهذين الشخصين فهما على خطر عظيم، خاصة والدك الذي ذكرت عنه ما ذكرت من الإصرار، وعدم الاستجابة لدعوة الحق. والذي ننصحك به هو التحلي بالصبر، والحكمة، والمداومة على دعوتهما، والنصح لهما، وبيان خطورة ما يقع منهما، كل ذلك يكون بلطف ورفق، وحاول الاستعانة عليهما ببعض المصلحين من قرابتكم، وأصدقائكم، ولا تفتر عن الدعاء بالهداية والتوفيق.

وإذا قمت بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر على الوجه المطلوب منك شرعا، فلن يلحقك شيء من إثم الآثمين، إن شاء الله؛ حيث إنك أديت ما عليك، ولا تزر وازرة وزر أخرى, وإن علمت أن الإنكار يزيد من أنكرت عليك طغيانا، وسبا، وطعنا، فالأولى ترك الإنكار؛ لما يؤدي إليه من مفاسد أشد.

هذا وننبه إلى أن حق الوالد في الصحبة بالمعروف، لا يسقطه الكفر، فما دونه من باب أولى، كما قال الله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}.

وللمزيد راجع الفتاوى التالية أرقامهما: 162893 // 134356 // 65179 // 112105، وكذلك إحالاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني