الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بعد الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.تحية إسلامية... وبعد:جرت مناقشة حادة بيني وبين أحد الأصدقاء في كلمة اسم (ربي) فهو كما يزعم أنها اشتقت من التربية ويقول في ذلك أن الرب رباه، كما أنه مربي الإنسانية جمعاء بمسلميها وغيرها، بينما أنا أقول أن كلمة الرب لا تعني ما يقول البتة لأن مثل هذه الكلمة تطلق على الكثير، نقول مثلا رب العمل ورب كلمة تقال: أما رب العائلة وربة البيت فيصح أن تدخل فيها التربية، هكذا قولي: وأرجو الجواب الصحيح من فضلكم عاجلاً وغير آجل.وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالرب اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل، وقد قيل إنه الاسم الأعظم، كما ذكر ذلك عدد من المفسرين.
وهو في اللغة يطلق على عدة معانٍ:
يطلق على المالك، كما يقال لمالك الدار: رب الدار ويطلق على السيد، ومنه قوله تعالى: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّك [يوسف:42]، : وفي الحديث: أن تلد الأمة ربتها أي سيدتها، كما يقال لمالك الدار رب الدار، ويطلق على المصلح والمدبر والقائم . قال الهروي وغيره: يقال لمن قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد ربه يربه فهو رب له، ومنه سمي الربانيون لقيامهم بالكتب. وفي الحديث: هل لك من نعمة تربُّها عليه. أي تقوم بها وتصلحها.
ويطلق على : المعبود ، ومنه قول الشاعر:
أرب يبول الثعلبان برأسه ===== لقد ذل من بالت عليه الثعالب

وهو بكل هذه المعاني صحيح إطلاقه على الله تعالى فهو المالك وهو السيد وهو المصلح والمدبر وهو المعبود بحق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني