الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الأبناء من أبيهم الذي يتعامل بالربا

السؤال

والدي يتعامل بالقروض الربوية، وباختصار -وللأسف- حياتنا مقلوبة إلى جحيم من التأخر في الدراسة، والصحة، وكثير من أمور حياتنا، نحاول إقناعه بالامتناع دوما، لكن دون جدوى. ماذا علينا أن نفعل؟ وكيف نتحلل من ذنبه؛ لأننا فعلا نشعر بحرب الله علينا، وليس بيدنا حيلة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يصلح أحوالكم، وأن يهدي والدكم، وننصحكم بالاستمرار في نصحه، وبيان عظم حرمة الربا، وأنه من كبائر الذنوب، وترهيبه من سوء عاقبة الربا في الدنيا والآخرة، لعل الله أن يهديه على أيديكم. وانظري هاتين الفتويين: 12837، 70533 ، وطالما قمتم بواجبكم في النصح، والإنكار، فلا ذنب عليكم فيما يفعله أبوكم، وقد قال الله عز وجل: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}.

وبخصوص الانتفاع بماله، فإن كنت تقصدين بتعامله بالقروض الربوية، أنه يقوم باقتراضها، فإن حرمة القرض الربوي، تتعلق بذمة المقترض، لا بمبلغ القرض، ومن ثم فلا جناح عليكم في الانتفاع بما اقترضه بالربا. أما إن كنت تقصدين أنه يقرض غيره بالربا، فإن كان له دخل آخر حلال، فإن ماله يأخذ حكم المال المختلط، ومن ثم فيجوز لكم الانتفاع به مع الكراهة على الراجح عندنا. وانظري الفتوى رقم: 6880 ، أما إن كان كل ماله حراما، فلا يجوز لكم الانتفاع به إلا إن كنتم عاجزين عن الكسب.

وانظري الفتويين: 169433، 79946 وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني