الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعية وتعوذات نبوية صحيحة في أدبار الصلوات

السؤال

هل صحت عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- هذه الأذكار بعد الصلاة، وهي-:
- اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر.
- اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر.
وإذا صحت، هل هي بعد جميع الصلوات أم صلوات محددة؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد صحّ عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يدعو في دبر الصلاة بالأدعية المذكورة؛ فقد روى الإمام أحمد، والنسائي، وغيرهما، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلَّم- يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ". صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد.
وفي الصحيحين عن عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدِيَّ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ -ابن أبي وقاص- يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ المُعَلِّمُ الغِلْمَانَ الكِتَابَةَ، وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلاَةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ».
قال القسطلاني في إرشاد الساري: كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتعوذ من جميع ما ذكر تشريعًا لأمته ليبيّن لهم المهم من الأدعية.
ولم نقف على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من هذه المذكورات في بعض الصلوات دون بعضها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني