الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من تردد في قطعها

السؤال

أنا ممن استنكحهم الشك في الطهارة وفي الفاتحة والسجدات والركعات. ولكنني أستطيع القول بأن الأمر ـ ولله الحمد ـ تحت السيطرة، ولكنني منذ أن قرأت أن نية قطع الصلاة تبطل الصلاة أصبحت تراودني الفكرة كثيرا في الصلاة، وآخرها صلاة العشاء اليوم، فقد صليتها مرتين وأفكر في الثالثة، حيث في أول مرة جاءتني الفكرة بأنني سأقطع الصلاة الآن، ولكنني أكملت، وفي المرة الثانية قرأت الفاتحة بيسر ولم أشك في أركان الصلاة، ثم جاءتني الفكرة فتجاهلتها. فماذا أفعل؟ وهل تجب علي إعادتها للمرة الثالثة؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح أنك مصابة بالوسوسة، والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس، ولا تلتفتي إلى شيء منها أبدا، فإن ذلك هو العلاج الأمثل لها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

ونوصيك بالمضي في صلاتك دون اكتراث بما يعرض لك من أفكار وهواجس مهما قويت واشتدت عليك، وإذا انتهيت منها فلا تعيديها مهما شككت في صحتها، بل تجاهلي الأمر بالكلية، كما سبق حتى لا تفتحي على نفسك دوامة من الوسوسة والشك لا قِبل لك بها، ثم اعلمي أنه على فرض حصول التردد منك في قطع الصلاة، فإن العلماء مختلفون هل هذا التردد يبطلها أو لا؟ وقد صحح بعضهم أنها لا تبطل بذلك، لأن بقاء النية يقين، فلا يزول إلا بيقين مثله، قال ابن عثيمين: وقال بعض أهل العلم: إنها لا تبطل بالتردُّد، وذلك لأن الأصل بقاء النيَّة، والتردُّد هذا لا يبطلها، وهذا القول هو الصَّحيح، فمادام أنه لم يعزم على القطع، فهو باقٍ على نيَّته، ولا يمكن أن نقول: إن صلاتك بطلت للتردُّد في قطعها. اهـ.

وهذا القول له قوة واتجاه، وفيه رفق بالموسوسين، وبناء عليه هذا، فإن صلاتك صحيحة ولا أثر لترددك في قطعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني