الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على من صلى بتيمم باطل أن يقضي الصلوات؟

السؤال

أنا مريض، وكنت أتيمم وعلمت أن طريقة تيممي خاطئة، فهل يجب عليّ قضاء الصلوات التي تيممت فيها أم لا؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن السائل الكريم لم يذكر لنا طريقة التيمم التي كان يفعلها, والتي يعتبرها خاطئة في اعتقاده, لكن يجدر التنبيه على أن صفة التيمم المجزئة سهلة جدًّا، وهي أن يضع المتيمم يديه على الأرض, ثم يمسح بهما وجهه، ويديه إلى الكوعين (الرسغين), كما سبق في الفتوى رقم: 12499، وهي بعنوان: الكيفية الصحيحة للتيمم.

وعلى هذا؛ فإن كنت تأتي بما يجزئ في التيمم, فصلواتك السابقة كلها صحيحة, ولا إعادة عليك.

وعلى افتراض أنك كنت لا تأتي بالتيمم المجزئ, فالواجب عليك إعادة جميع الصلوات التي صليتها بهذا التيمم الفاسد, فإذا كنت ضابطًا لعددها فالأمر واضح.

وإن جهلت العدد، فواصل القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة, هذا مذهب جمهور أهل العلم, وهو الراجح؛ ولتنظر الفتوى رقم: 305470، وانظر أيضًا الفتوى رقم: 61320 لبيان كيفية قضاء الفوائت.

وذهب بعض أهل العلم -كشيخ الإسلام ابن تيمية، ومن وافقه- إلى أن من ترك شرطًا، أو ركنًا من شروط الصلاة، وأركانها جهلًا, فلا إعادة عليه.

وعلى هذا القول؛ فلا تلزمك إعادة صلواتك السابقة التي صليتها بالتيمم الباطل, وانظر الفتوى رقم: 125226.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني