الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبتلى حتى يعقل مرفوع عنه القلم

السؤال

والدي في 71 من عمره أصيب قبل 6 اشهر بجلطتين في الدماغ أفقدته بصره وأصيب بشلل نصفي في يده اليسرى منذ ذلك الوقت انقطع عن الصلاة وذكر الله عز وجل رغم أنه لم يكن يترك فرضاً أو سنة أو صدقة أو زيارة مريض وصلة رحم إلا كان يؤديها ونحن لا نريده أن يقابل الرحمن بهذه الطريقة فما الحل؟ الكل يدعو له ويصلي ويهب صلاته له فهل هذا جائز؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالظاهر أن ما وصل إليه من ترك الصلاة وذكر الله سببه غياب العقل وفقد الوعي الذي أصيب به. وعليه، فالإثم مرفوع عنه في ذلك، لأنه ليس من أهل التكليف، فقد أخرج أبو داود وأحمد من حديث عليٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثٍ: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. وفي رواية أحمد : وعن المبتلى حتى يعقل. بل إن الله عز وجل بمنه وفضله يكتب له أجر عمله الصالح الذي كان يقوم به في حال صحته، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا رواه البخاري. وإن كان يترك ذلك مع الإفاقة التامة فهو في معصية وإثم مبين والعياذ بالله، وفي كلتا الحالتين لا يجوز أن يصلي أحد عنه. وانظر ذلك في الفتوى رقم: 11326. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني