الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير المنكر واجب حسب الاستطاعة

السؤال

أنا أعمل في شركة مختلطة، بها نساء ورجال كثيرون، منهم الصالح ومنهم من هو دون ذلك، والحمد لله من على الله بعدم مصافحة النساء أسوة بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهم يعلمون ذلك عني جميعا، لكن أحيانا يحدث أن تأتي إحداهن لتنبيهي من خلفي فتخبط خبطة أو خبطتين على كتفي، وأعلم أن هذا حرام وأنكره بقلبي، ولكن لأني أعلم أن هذه الفتاة ممن يعملون ذلك لا تتعامل معي إلا نادراً جداً فلم أكلمها ولم أنصحها حقيقة خوفاُ من إحراجها وسط الوقوف، فهل آثم بذلك؟ وأحياناً أخرى يقتربون مني جداً وأنا جالس على مكتبي، فهل أقوم أم ماذا أفعل؟ وإذا كان علي أن أكلمهم في هذا الأمر فماذا أقول؟ علماً بأن هذا الأمر منتشر ولا يعدونه محرماً ولا حتى عيباً في هذه الشركة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن اختلاط الرجال والنساء على النحو الشائع اليوم والذي ذكرت أمر محرم يجب تجنبه، لأنه باب من أبواب الفساد والفتنة، فيجب على المسلمين سده، وقد سبق حكمه في الفتوى رقم:9855. وعليه، فأي مكان يوجد فيه هذا الاختلاط لا يجوز للمسلم العمل فيه، ولو كان هو غير مختلط ولا يصافح النساء، ولا ينظر إليهن، ولا يختلي بهن، وذلك لأن المسلم مطلوب منه إنكار المنكر وتغييره حسب استطاعته، فإذا لم يستطع تغييره، فلا أقل من أن يترك مكانه ويهجره، وخصوصا إذا لم يكن عند الشخص قوة إيمانية وجرأة دعوية يستطيع بهما إنكار ما يشاهد من المنكر ونصح الناس وإرشادهم. أما الذي يسكت على المنكر أو يقره ولو في نفسه، فلا يجوز له العمل في هذه الأماكن، ويأثم إن لم ينكر ما يشاهده منها، وأولى إن كان يسكت عليه كمس النساء له. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني