الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخشوع في الصلاة وعند تلاوة القرآن

السؤال

ماذا أفعل كي يحبني الله؟ أنا أصلي، وأقرأ القرآن، وأسبح، لكن ليس لديّ الخشوع، فهل يقبل مني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

بالنسبة للسؤال الأول المتعلق بتحصيل محبة الله تعالى، فراجعي فيه الفتوى رقم: 119552.

وبخصوص الخشوع في الصلاة، فهو روحها, ولُبَّها، وهو من أسباب فلاح العبد، وفوزه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون:1ـ2}، فينبغي للمرء السعي في تحصيله، ومجاهدة النفس من أجل ذلك.

ورغم أهمية الخشوع في الصلاة، فإن جمهور العلماء على أنه ليس شرطًا لصحتها، فلا تبطل لعدم وجوده فيها، ونعني بهذا أنه لا يطالب في الدنيا بإعادة الصلاة التي فقد فيها الخشوع، لكن ثوابها ينقص، وقد يذهب بالكلية، وقد أوضحنا معنى الخشوع في الصلاة، وما يترتب على عدم حصوله في الفتويين رقم: 4215، ورقم: 136409.

ومن آداب تلاوة القرآن الخشوع أثناء قراءته، لكن هذا الخشوع ليس شرطًا في حصول الثواب، ومن ثم؛ فقراءتك مع عدم الخشوع تثابين عليها -إن شاء الله تعالى-، وإن كان الأكمل قراءة القرآن بتمام الخشوع والتدبر، وراجعي الفتوى: 24437، والفتوى رقم: 36653.

كما أن الذكر مع حضور القلب، والخشوع، والتدبر أفضل، كما بينا في الفتوى رقم: 207229.

وقبول الطاعات من عدمه أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ولا يمكن لأحد أن يطلع عليه؛ وانظري الفتوى رقم: 65587.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 122810 وهي بعنوان: "أمور تعين على الخشوع، والثبات عليه".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني