الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن أفطر في رمضان شاكًّا في بلوغه هل يلزمه القضاء؟

السؤال

أنا شاب كنت أمارس العادة السرية، وكنت أعتقد أن البلوغ يكون بخشونة الصوت، وظهور الشارب، والاحتلام، مع أنني لم أحتلم، وإنما كنت أمارس العادة السرية. وفي أحد الأيام قبل رمضان الماضي قال لنا أستاذ: إذا خرج منك مني، فإنك بذلك تكون قد بلغت، وعليك الصيام، لكني لم أقتنع؛ لأنه درسوني أن البلوغ يكون بالاحتلام، وظهور الشارب، وخشونة الصوت، فصمت رمضان، وأفطرت يومين؛ لأنني شاك، وبعد رمضان عرفت أنني بالغ، وهذه الأمور ليست شرطًا، فهل عليّ قضاء؟
وفي رمضان الذي قبله لم أكن أعلم هذا الكلام، وأفطرت ما أفطرت، فماذا عليّ الآن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالبلوغ في حق الذكر يكون بإحدى ثلاث علامات: إما خروج المني نومًا أو يقظة باحتلام أو استمناء أو غير ذلك، وإما إنبات الشعر الخشن حول القبل، وإما بلوغ خمس عشرة سنة هجرية، فإذا كان أحد هذه الأمور الثلاثة قد وجد يقينًا، فقد بلغت بذلك.

فإن كنت أفطرت بعد بلوغك، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من تعمد الفطر، وعليك أن تقضي هذه الأيام التي أفطرتها، ولا تلزمك كفارة؛ لأنها لا تجب إلا في الفطر بالجماع، وانظر الفتوى رقم: 111609.

فإذا قضيت جميع هذه الأيام التي أفطرتها، فقد برئت ذمتك، مع ضرورة التوبة إلى الله تعالى.

وأما إن كنت أفطرت شاكًّا في حصول البلوغ، ولم تتيقن أنك كنت بالغًا، فالأصل عدم البلوغ، ومن ثم؛ فلا يلزمك قضاء، وانظر الفتوى رقم: 295363.

واعلم أن الاستمناء أو ما يعرف بالعادة السرية محرم، فيجب عليك التوبة إلى الله تعالى منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني