الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: "لا تلبسوا السواد؛ فإنه لباس فرعون"

السؤال

حديث: "لا تلبسوا السواد؛ فإنه لباس فرعون"، من أخرجه؟ وهل هو صحيح يؤخذ به؟ وما معناه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الكلام المذكور لا أصل له في كتب السنة، فقد بحثنا عنه فلم نجده، ولم نعثر على كلام بشأنه لأهل العلم، وإنما هو منسوب لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في بعض كتب أهل البدع، والأحاديث الصحيحة تعارضه؛ ففي صحيح مسلم عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس، وعليه عمامة سوداء.

قال النووي في شرح صحيح مسلم: قوله: (وعليه عمامة سوداء) فيه جواز لباس الثياب السود. انتهى.

لكن إذا كان الثوب الأسود شعارًا لأهل البدع، فينبغي الابتعاد عنه، يقول الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود: حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس عمامة سوداء) يدل على الجواز، ولا يدل على الاستحباب؛ لأن الأبيض والأسود والأحمر غير الخالص جائز، وكذلك باب اللباس واسع؛ لكن إذا كان أهل البلد اعتادوا لباسًا معينًا، فليكن مثلهم، ولا يخالفهم.

وإذا كان شعارًا معروفًا لبعض أهل البدع، فالابتعاد عنه أولى، بالإضافة إلى كونه ليس من زي البلد، وليس مما يستعمل في البلد، وهذا يرجح عدم استعماله. انتهى.

وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 121671.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني