الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من ربح مالا من منافع محرمة جاهلا

السؤال

منذ فترة وأنا أعمل في بعض مواقع كتابة أكواد الكابتشا، تلك المواقع تدفع لك بعض المال مقابل كتابة أكواد الكابتشا، أو الضغط على صور الريكابتشا, عملت فترة طويلة جدا في تلك المواقع، بضعة شهور، وربحت مبلغا زهيدا لا يذكر. خلال تلك الفترة كنت أتساءل دائما من المستفيد من كتابة تلك الأكواد، وأشك بأنها تستخدم لأغراض سيئة كالسبام مثلا، لكن بعدما زاد الشك بحثت كثيرا في المسألة حتى تبين لي من خلال قراءة بعض المقالات أن ذلك العمل غير شرعي؛ لأن تلك المواقع تساعد القراصنة على حل أكواد الكابتشا. إما لإنشاء عدد هائل من الإيميلات في ثوان، أو لاختراق المواقع، أو إرسال الرسائل الضارة، أو سرقة البيانات، أو سرقة المال أحيانا. منذ ذلك الوقت توقفت عن العمل، لكن لم أتوقف عن التفكير في ذلك المال الذي جنيته هل أتخلص منه؟ هل هو في حكم الحرام؟ شك وريبة وحيرة.
أرجو أن أجد عندكم الجواب. بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت في سؤلك أنه تبين لك كون العمل الذي كنت تعمله غير شرعي، ولم تتوقف عن التفكير في المال الذي جنيته من ذلك العمل. هل تتخلص منه؟ وهل هو في حكم الحرام؟

والجواب: أن المال المكتسب من خلال منافع محرمة شرعا يعتبر كسبا خبيثا، لكن ذكر بعض أهل العلم أن من كسب مالا حراما، وهو جاهل بحرمته، ثم تاب، فله الانتفاع بما اكتسبه، لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ {البقرة:275}.

وأما العالم بالحرمة فلا عذر له، بل عليه التخلص من قدر الحرام في ماله في المصالح العامة للمسلمين، أو يدفعه للفقراء والمساكين، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: الذي يظهر لي: أنه إذا كان لا يعلم أن هذا حرام، فله كل ما أخذ، وليس عليه شيء، أو أنه اغتر بفتوى عالم أنه ليس بحرام، فلا يخرج شيئاً، وقد قال الله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة:275} أما إذا كان عالماً، فإنه يتخلص من الربا بالصدقة به، تخلصاً منه، أو ببناء مساجد، أو إصلاح طرق، أو ما أشبه ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني