الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز هجران الصديق لهذا السبب؟

السؤال

كنت قد هجرت صديقي المسلم منذ خمسة أشهر, والآن تحدثني نفسي بالعدول عن هذا؛ خوفا من الله , ولا أعرف ماذا أفعل, والسبب في الهجر هو: تقدم هذا الشخص لخطبة فتاة، ورفض لأسباب لا أعرفها، وبعدها تزوج بفتاة أخرى, وبعد ذلك تقدمت أنا لنفس الفتاة الأولى فتمت بحمد الله الخطبة, ولكني وجدت بعد ذلك أنه يتكلم عنها كثيرا، ويفتعل أمورا لكي يراها، أو يعرف أخبارنا ( مثلا اقترح أن زوجته تصادق خطيبتي ), وقد كرهت ذلك بشدة, وقد أيقنت بعد ذلك في المجمل أنه يحبها, فهجرته لهذا السبب, والآن أقول لنفسي: لعل الله لا يغفر لي هجره لهذا السبب. فماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل حرمة هجران المسلم فوق ثلاث إلا لسبب مشروع، للحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

فإن كنت تخشى أن يلحقك من صحبته ضرر، فهجرته لأجل ذلك، فنرجو أن لا حرج عليك فيه، قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. اهـ.

لكن هجرك له لمجرد أنه يحبها، ولو تحققت من ذلك، قد لا يكون له ما يسوغه شرعا؛ إذ بالإمكان أن لا تدع له مجالا يمكنه من رؤيتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني