الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من حصل على فوائد ربوية

السؤال

هناك مال كان قد أودع في المجلس الحسبي لأخي، بعد وفاة أبي. وهذا نظام حكومي إجباري، وهو وضع مال الأيتام تحت وصاية الحكومة، حتى يبلغوا سن 21. وهذا المال يزيد بتشغيله في البنك (وأنا أعلم أن الفوائد حرام) وفي الوضع الطبيعي لن نأخذ فوائد هذا المال، ولكن وضعوا المال عندهم في الوقت الذي حدثت فيه الأزمة الاقتصادية عندما انهار سعر الجنيه للنصف. وقتها حولت كل فلوس الأسرة لعملة أجنبية ولذهب؛ لأحافظ عليها، لكن لم نستطع الحصول على أموال أخي (وهذا ما فعله كثير من المصريين). الآن أخي أتم ال 21 سنة. فاذا أخذنا المال الأساسي فقط، نكون قد خسرنا قيمة نصف المبلغ مكرهين من الحكومة، وهذا ظلم كبير لأخي.
السؤال: هل يمكن أن أحسب قيمة المبلغ الذي تحفظوا عليه بالذهب وقت التحفظ، وأحسب قيمته الآن، وهذا ما نأخذه، ونترك الباقي. وبذلك أكون قد حفظت حق أخي، مع العلم أنه ما زال يدرس، ويحتاج للمال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب أخذ أصل المبلغ، وما زاد عليه من فوائد ربوية، يتخلص منها بدفعها للفقراء والمساكين، ولا يترك للبنك.

وإذا كان أخوك فقيرا، فلا بأس أن يأخذ هو تلك الفوائد لنفسه، وينتفع بها.

قال النووي في المجموع: وَإِذَا دَفَعَهُ -المال الحرام- إلَى الْفَقِيرِ لَا يَكُونُ حَرَامًا عَلَى الْفَقِيرِ بَلْ يَكُونُ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ إذَا كَانَ فَقِيرًا لِأَنَّ عِيَالَهُ إذَا كَانُوا فُقَرَاءَ فَالْوَصْفُ مَوْجُودٌ فِيهِمْ بَلْ هُمْ أَوْلَى مَنْ يُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلَهُ هُوَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ قَدْرَ حَاجَتِهِ لِأَنَّهُ أَيْضًا فَقِيرٌ. انتهى كلامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني