الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ربح أموالًا محرمة جاهلًا بتحريمها

السؤال

أنا أعمل في الفوركس، وسألت عن العمل فيه حرام أم حلال، ووجدت الشروط التالية:
1- أن يخلو القرض من الفائدة.
2- ألا يكون فيها تعديل في العمولة، أو زيادة فيها لتغطية الفائدة؟
3- ألا يكون القرض بشروط، مثل القيام بنسبة معينة من التداول، أو الوصول لنية معينة.
أنا حصلت على بونص 50$ على شركة fbs دون مقابل للاستثمار فقط، ثم يعود للشركة، لكن توجد شروط لكي أقدر أن أسحب الأرباح الناتجة عن البونص، وكانت توجد فوئد (swap)، ولم أكن أعرف، وعندما عرفت ألغيت، وعملت (swap free).
مع السحب الأول تم اقتطاع البونص و600 دولار، وتبقى لي 500 دولار؛ لأن الحد الأقصى للربح هو 500 دولار فقط، وكل الأرباح جاءت عن طريق البونص، وكان من شروط البونص أن أتداول 2 لوت، وأنا لم أفكر من قبل بكم سأتداول، فهل المال حلال أم حرام؟ فأنا لم أكن أعرف أن هذا الأمر من الممكن أن يكون حرامًا، وبدأت أسأل وأعرف حكمها الشرعي بعدما حققت أرباحًا، فهل يجوز التبرع أو ما شابه حتى يكون هذا المال حلالًا؟ أرجو الإفادة، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه العلاوة (البونص) التي تعطيها شركات التداول لعملائها؛ غير جائزة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 278746.

وعليه؛ فما ربحته منها، فهو غير مباح، لكن إذا كنت ربحت هذه الأموال جاهلًا بتحريمها، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز الانتفاع بها، وعدم وجوب التخلص منها، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الأجور والأموال التي اكتسبتها من العمل في تلك الشركة قبل علمك بالتحريم، لا بأس من الانتفاع بها؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ}. اهـ.

وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: الذي يظهر لي: أنه إذا كان لا يعلم أن هذا حرام، فله كل ما أخذ، وليس عليه شيء، أو أنه اغتر بفتوى عالم أنه ليس بحرام، فلا يخرج شيئًا، وقد قال الله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة:275}، أما إذا كان عالمًا، فإنه يتخلص من الربا بالصدقة به، تخلصًا منه، أو ببناء مساجد، أو إصلاح طرق، أو ما أشبه ذلك. اهـ.

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 103860.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني