الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمادي في الدعاء لا يستجاب

السؤال

أنا شخص منذ أربع سنوات تقريبا -والله أعلم- على ما أذكر، أوقفت سيارتي خلف سيارة شخص حتى ألحق الصلاة بالمسجد، ولم ألحق الصلاة، فاضطررت للصلاة مع جماعة أخرى، وعندما انتهت الصلاة، وخرجت من المسجد، وجدت رجلا عجوزا ينتظرني، اعتذرت له، وسلمت عليه، لكنه صرخ في وجهي، وهو يدعو عليّ؛ لأنني أوقفت سيارتي خلف سيارته؛ مما أخره عن سفره، وظل يدعو عليّ بعدم التوفيق، وأنا أهدئه وأعتذر له، لكنه كان غاضبا جدا، وكل مرة يدعو عليّ بعدم التوفيق لا في الدنيا ولا في الاخرة. أنا الآن حزين جدا وخائف، كلما تذكرت تلك القصة. يعلم الله أني ندمت، ولا أعرف ماذا أفعل، بل تصدقت لأجل هذا الرجل عسى الله أن يسامحني. أموري ليست جيدة من ناحية التوفيق، وأنا خائف. هل معقول أن الله لن يسامحني؟ ماذا أفعل لأكفر عن نفسي؟
أرجوكم أخبروني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا عليك أيها الأخ الكريم، فقد فعلت ما يسعك من الاعتذار لهذا الشخص، ولم يكن له أن يتمادى في دعائه عليك، وكان عليه أن يقبل عذرك، وعلى المسلم إذا اعتذر إليه أخوه أن يقبل عذره، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 48026.

أما أنت فقد فعلت ما عليك، ولا يلزمك شيء بعد هذا، وبمقتضى عدل الله تعالى لن يستجيب دعاءه بمَنِّه وكرمه، فأحسن ظنك بالله، واسأله التوفيق والإعانة، ولا تشغل نفسك بالفكر في هذا الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني