الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً...

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة المشايخ: لقد تحقق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصار الناس يخرجون من دين الله أفواجا، كما دخلوا فيه أفواجا. وللرسول صلى الله عليه وسلم حديث لا أحفظه، وقد عجزت عن العثور عليه معناه أن الصحابة لو تركوا عشر، أو شيئا من هذا القبيل مما أمرهم به رسول الله؛ لهلكوا. وسيأتي على الناس زمان، لو عملوا بعشر ما أمرهم رسول الله؛ لنجوا.
وقد لاحظت أن الصفحة ما زالت مفتوحة للرسائل حتى الآن، وقد كنتم من قبل لا تستطيعون استقبال الرسائل لأكثر من عشر دقائق من فرط كثرتها؛ فلعل الرسائل أصبحت قليلة جداً على ما أظن، والمسلمون يجاهدون في إقامة دينهم، وقد أنهكهم اجتماع الكفار على ردهم عن دينهم وصارت الدنيا مظلمة في وجوههم، والعمل بالإسلام مع فتن هذا العصر صعب، وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان، الصابر على دينه كالقابض على الجمر. وقال صلى الله عليه وسلم: يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنفِّروا. .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري -المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 69
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
التخريج: أخرجه البخاري (69) واللفظ له، ومسلم (1734).
والذي يكثر عليه اللوم أو يظن أنه سيهلك يقنط، فإن قنط بحث عما يبشره وترك أمره. لذلك وأنتم أعلم يا فضيلة المشايخ: لو أكثرتم من ذكر عظم مغفرة الله، وزدتم من البحث عن الرخص لكان خيراً -إن شاء الله- ولا يغرنكم أن تجدوا من كلام مسلم في دينه غلظة، فالناس تستحي وتخفي الكثير، وذلك جيد؛ لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: كلُّ أمتي مُعافى إلا المُجاهرينَ.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث الذي عجز السائل أن يعثر عليه، هو حديث أبي هريرة مرفوعا: إنكم في زمان، من ترك منكم عشر ما أمر به؛ هلك، ثم يأتي زمان، من عمل منهم بعشر ما أمر به؛ نجا. رواه الترمذي وغيره، وقد سبق تضعيفه في الفتوى رقم: 56063.

وله شاهد من حديث أبي ذر مرفوعا بلفظ: إنكم في زمان علماؤه كثير، خطباؤه قليل، من ترك فيه عشير ما يعلم هوى - أو قال: هلك- وسيأتي على الناس زمان يقل علماؤه، ويكثر خطباؤه، من تمسك فيه بعشير ما يعلم نجا. رواه أحمد، وقال الهيثمي في المجمع: فيه رجل لم يسم. اهـ. وضعفه الأرنؤوط في تحقيق المسند.
وأما حديث خروج الناس من دين الله أفواجا، فرواه أحمد من حديث جار لجابر يرويه عن جابر مرفوعا بلفظ: إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً، وسيخرجون منه أفواجاً. وضعفه الألباني والأرنؤوط في تحقيق المسند؛ لجهالة جار جابر هذا.

وأما بقية رسالة السائل، فنقول على وجه الإجمال: إنه لا بد للمؤمن من الجمع بين الجوف والرجاء؛ حتى يعتدل سيره إلى الله تعالى، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 385906، 282013، 143897، 65393.

وراجع في عظم رحمة الله تعالى، وواسع مغفرته، الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 33975، 135847، 17343.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني