الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إخفاء مرض الاكتئاب عن الخطيبة

السؤال

هل يجوز للخاطب إخفاء الاضطراب النفسي -الاكتئاب- عن خطيبته؟ مع العلم أن الأدوية ذات أضرار جسيمة صحيا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجمهور العلماء على أن العيوب التي يجب بيانها قبل الزواج، والتي تثبت حق الفسخ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية؛ كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 53843.
وذهب بعض العلماء إلى أن كل عيب يحصل به نفور أحد الزوجين من الآخر يوجب للفسخ، ويجب بيانه عند الخطبة.

قال ابن القيم: القياس: أن كُلَّ عيب ينفِرُ الزوجُ الآخر منه، ولا يحصُل به مقصودُ النكاح مِن الرحمة والمودَّة يُوجبُ الخيارَ. اهـ
فعلى قول الجمهور -وهو الذي نفتي به- لا يجب على الخاطب بيان ما يعانيه من اضطراب الاكتئاب، إلا أن يكون ما به من الاضطراب شديداً بحيث يلحق صاحبه بالمجانين، فيجب عليه البيان حينئذ.
وعلى أية حال فالأصل أنّ المصارحة والوضوح بين الخاطبين أحوط وأولى وأقطع للنزاع.
مع التنبيه إلى أنّ مرض الاكتئاب في الغالب يذهب بالعلاج -بإذن الله تعالى- ويعيش صاحبه حياة سوية ليس فيها ضرر عليه، ولا على من يعيش معهم.

وراجعي الاستشارة الخاصة بهذا الموضوع في قسم الاستشارات بإسلام ويب، وهي برقم: 198815. وهذا رابطها: http://www.islamweb.net/consult/198815+&x=0&y=0

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني