الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الوليّ قبول الخاطب الذي يريد إخفاء النكاح

السؤال

عمري ثلاثون سنة، مطلقة، ومعي بنت، وتقدم لي شاب متزوج، يريد أن يكون الزواج سريًّا، ولكن والدي رفض؛ بالرغم من أن الزواج السريّ سيكون أفضل لي؛ نظرًا لما يمكن أن يحدث إذا عرف طليقي، فهل عليَّ ذنب إذا تزوجته دون علم أهلي، ودون علم أحد، وبزواج غير موثق، عليه شهود؟ مع العلم أني أحتاج لهذا الزواج من الناحية المادية، والنفسية. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالزواج له شروط، سبق بيانها في الفتوى رقم: 1766. ومن أهم هذه الشروط: الولي، والشهود، فإن تم الزواج بإذن ولي المرأة، وحضور شاهدين، فهو زواج صحيح.

وقد ذكر أهل العلم أنه لا يجوز للوليّ منع المرأة من الزواج من الكفء إلا لمسوغ شرعي، وإلا كان عاضلًا لها.

ولكن الذي يظهر لنا - والله أعلم - أن رفض وليك أمر إخفاء هذا الزواج له وجاهته واعتباره؛ لأن في الإخفاء محاذير، فربما يساء بك الظن إذا رأى الناس هذا الرجل يدخل عليك، وهم يجهلون أنه زوجك، وإن أنجبت منه ولدًا لا يعرف أنه ولده شرعًا، إلى غير ذلك من محاذير.

فالذي نراه أن تحاولوا إقناع هذا الخاطب بأن يكون الزواج معلنًا، فإن قبل فذاك، وإلا فدعيه، ولا تتأسفي عليه، وسلي الله عز وجل أن يبدلك من هو خير منه، ففوضي أمرك إليه، فهو القائل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

ولا يجوز لك الزواج بغير إذن وليك، ولا يصح الزواج في هذ الحالة على الراجح؛ لأن الوليّ شرط لصحة الزواج على الراجح، والمسألة محل خلاف بين الفقهاء، بيناه في الفتوى رقم: 32593.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني