الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال العبد الرزق ليستعين به على معصية من الاعتداء في الدعاء

السؤال

ما أدى إلى محرم، فهو محرم. أنا أدعو الله أن يرزقني غنى المال، ولكن لدي ذنوب، فأنا أشتري الملابس الضيقة. أخشى إذا طلبت المال من الله أن يعد من الدعاء بإثم، ولكنني أريد الغنى أيضا للاستغناء عن الناس، وأريد أن أشتري منزلا وسيارة، وأسافر. هل يعد ذلك إثما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك لو سألت الله رزقا حلالا طيبا واسعا، ولا سيما إذا كانت النية طاعة الله به، وصرفه في مرضاته. فالعبد مأمور بالدعاء لقضاء كل ما يحتاج إليه، مما يصح شرعا وعقلا، كما قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.

لكن لو سأل العبد ربه أن يرزقه مالا ليبلغ به معصية، فهذا من الاعتداء في الدعاء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية، من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولداً من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله. اهـ.

ثم إن من يسأل مسألة كالغنى أو الشفاء أو العلم ونحوه، ينبغي أن يسلك الأسباب المؤدية إلى ذلك، فمن سنن الله تعالى القادر على كل شيء أنه ربط الأسباب بالمسببات.. ولهذا قالوا: من جد وجد، ومن زرع حصد، وقال عمر ـ رضي الله عنه-: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق، يقول: اللهم ارزقني؛ فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني